المغرب العميق

إلغاء الخط الجوي طنجة ورزازات يثير الجدل ومطالب بإعادته لتحقيق العدالة المجالية

لا يزال قرار إلغاء خط الطيران المباشر بين طنجة وورزازات، الذي كانت تشغله شركة “ريان إير”، يثير موجة من التساؤلات في الأوساط السياسية والحقوقية، خاصة في ظل غياب بديل يعوّض خدماته الحيوية، سواء على المستوى السياحي أو الإنساني والاجتماعي.

وكان الخط الجوي، الذي تم إطلاقه في إطار شراكة بين الحكومة وشركة الطيران المنخفضة التكلفة “ريان إير”، يستهدف في الأصل ربط مدينة ورزازات بجهات الشمال والمساهمة في تعزيز الجاذبية السياحية للجنوب الشرقي، عبر الاستفادة من حركة المسافرين من طنجة وشمال إسبانيا. إلا أن إلغاءه شكل مفاجأة نظرا للإقبال الكبير سواء في الجانب السياحي أو المهني، بعد أن تحول هذا الخط إلى وسيلة فعالة وسريعة في فترات الذروة والمناسبات.

وفي هذا الصّدد، قال عبد المولى أمكسو، عضو مجلس جهة درعة تافيلالت، إن خط طنجة – ورزازات، أُطلق في إطار سياسة الحكومة وشركة “ريان إير” لربط المدن غير المتوفرة على منصات جوية، وكان نصيب ورزازات هو الارتباط بمنصة طنجة، مؤكدا أن “هذا الإلغاء لم يُفهم بعد”.

وأشار أمكسو في تدوينة على حسابه الشخصي بـ“فايسبوك”، إلى أن “الهدف كان جلب السياح من شمال المغرب وجنوب إسبانيا، لو تم فعلا الترويج له، لكن المفاجأة أن الخط خدم فئة كبيرة من اليد العاملة المنحدرة من درعة، والمشتغلة في المناطق الصناعية بالشمال، والتي وجدت فيه وسيلة إنسانية لزيارة الأهل”.

وأبرز عضو مجلس جهة درعة تافيلالت، أن “هذا الخط عرف إقبالا كبيرا، خصوصا في فترات الذروة والمناسبات، لكنه أُلغي دون تعويض، رغم أنه كان يختصر 800 كلم في ساعة واحدة فقط. ومنذ ذلك الحين، لا يمر يوم دون أن يُطرح السؤال عن مصيره، مما يؤكد مدى الحاجة إليه”.

وأكد المتحدث ذاته، أنه “في المقابل، تم إطلاق خطوط جديدة وتعزيز خطوط أخرى نحو مطارات لمدن لم تُظهر نتائج ملموسة، بينما تم حذف ورزازات من البرمجة، في وقت قال مدير الخطوط الملكية المغربية في تصريح خلال ندوة بالرباط: لا أفهم لماذا تدعم الحكومة الخطوط في الشمال وتتجاهل مناطق مثل ورزازات”.

وسجل المصدر ذاته، أن “ورزازات لا تستحق فقط استرجاع خط طنجة – ورزازات، بل تستحق إحداث منصة جوية دائمة، تُربط من خلالها بمطارات داخلية وخارجية يمكن أن يكون لها أثر إيجابي على تنمية المدينة، كما هو الحال في مراكش، أكادير، فاس، وطنجة”.

وختم عضو مجلس جهة درعة تافيلالت تدوينته بالقول : “نطالب بالعدالة المجالية، وبربط جوي عادل ومنصف لورزازات، كحق مشروع، لا كامتياز”، وفق تعبيره.

من جهته، عبّر المنتدى المغربي للمواطنة والدفاع عن حقوق الإنسان عن قلقه البالغ بشأن القرار الأخير المتعلق بتعليق الخط الجوي الرابط بين ورزازات وطنجة، معتبرا أن “هذا الخط شكّل منذ إطلاقه وسيلة حيوية لخدمة عدد كبير من المسافرين، كما مثّل محركًا اقتصاديًا هامًا للمنطقة”.

وأوضح المنتدى المذكور في رسالة مفتوحة إلى شركة “ريان إير”، أن “ تعليق هذا الخط الجوي سيؤثر سلبًا على الاقتصاد المحلي، من خلال تراجع عدد السياح والزوار إلى المنطقة، وسيؤدي إلى صعوبات متزايدة أمام الأفراد للوصول إلى طنجة”.

وأبرز المنتدى في الوثيقة ذاتها، أن “هذا الوضع سيؤثر على الروابط الأسرية والمهنية على حد سواء، وهو ما يساهم في فقدان العديد من فرص العمل، سواء في قطاع الطيران أو السياحة”.

وطالب التنظيم الحقوقي ذاته، بـاستئناف الرحلات الجوية بين ورزازات وطنجة في أقرب الآجال، وتعزيز وتحسين الخدمات الجوية في المنطقة لتلبية احتياجات المسافرين بشكل أفضل، مع دعم الاقتصاد المحلي من خلال خلق فرص عمل جديدة وتشجيع الاستثمار في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *