لغروس: الزمن لم يعد في صالح الحكومة.. ويضع وعودها الانتخابية على المحك

على بعد سنة وبضعة أشهر على الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، شدد محمد لغروس، مدير نشر جريدة “العمق المغربي”، الإلكترونية، على أن عامل الزمن لم يعد يخدم الحكومة الحالية، مشيرًا لضرورة تكسير الهوة بين البرامج التنموية الكبرى المبرمجة وانعكاساتها على قفة وحاجيات عموم المواطنين، مذكرا بالوعود الانتخابية المقدمة ضمن البرنامج الحكومي لمكونات الأغلبية التي يقودها التجمع الوطني للأحرار.
وأكد لغروس، خلال حلوله ضيفا على برنامج خاص على قناة ميدي 1 حول “المشهد السياسي والحزبي.. رهانات المرحلة وتحديات التأطير”، أن “الأغلبية الحكومية، رغم محاولاتها المتكررة لإبراز انسجامها من خلال البلاغات الرسمية، إلا أن الواقع يعكس وجود مجموعة من الإشكالات الحقيقية والواقعية، التي ترصدها الصحافة ومختلف متتبعي الشأن السياسي والعمومي بالمغرب”.
وأبرز المتحدث ذاته أن “ظروف نشأة هذه الحكومة دفعت الكثيرين إلى وصفها بـ”الحكومة الاستثنائية”، بالنظر لما توفرت لها من مقومات النجاح غير المسبوقة، بدءًا بنسبة مشاركة انتخابية مرتفعة، مرورًا بخطاب ملكي متفائل، ووصولًا لنسبة نمو مهمة خلفتها المشاريع المبرمجة آنذاك، فضلًا عن ارتفاع تحويلات مغاربة الخارج”.
وأضاف مدير جريدة “العمق المغربي” أن “ظروف تكوين الأغلبية وتشكيلها لتحالف ثلاثي متجانس -على حد قولها- سيطر على مختلف المؤسسات المنتخبة مركزيًا ومحليًا، ذهب بالبعض إلى حد وصفها بـ”التغول الثلاثي” غير المسبوق”، ملفتا أنها “ظروف وامتيازات رفعت سقف التطلعات، وجعلت المواطنين والمتتبعين ينتظرون من الحكومة تحقيق ما لم يسبق تحقيقه”.
وفي السياق ذاته، أشار لغروس أيضًا إلى أن حظ الحكومة لم يكن بالجيد، إذ اصطدمت منذ بداياتها بجملة من التحديات، على رأسها استمرار تبعات جائحة كوفيد-19، وارتفاع معدلات التضخم بشكل غير مسبوق منذ سنوات، إضافة إلى تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، ناهيك عن عدد من الملفات الداخلية التي حولتها، في كثير من الأحيان، من حكومة تنزيل للمشاريع إلى حكومة “إطفاء حرائق”، تُعنى بامتصاص التوترات التي تشهدها عدة قطاعات وفق استراتيجية آنية بأثر فوري.
وذكر لغروس بسؤال كان قد وجهه لرئيس الحكومة عشية الإعلان عن نتائج الانتخابات الأخيرة، حول التخوف من عدم الوفاء بالوعود الانتخابية، إما بسبب مشاكل مالية أو بسبب خلافات داخل الأغلبية نفسها، مشيرًا إلى أن “عامل الزمن بات يشكّل ضغطًا متزايدًا، وأن الحكومة مطالبة اليوم بالإسراع في تنزيل ما تبقى من برنامجها في سباق واضح مع الوقت”.
وشدّد مدير جريدة “العمق” على أن “إصدار حكم نهائي بشأن حصيلة هذه الحكومة، يحيلنا إلى خطاب جلالة الملك، الذي كشف من خلاله عن وجود هوة كبيرة بين حجم المشاريع المبرمجة وبين أثرها على حياة وعيش عموم المواطنين والمواطنات”.
من جانب آخر، قال محمد الغروس، مدير نشر موقع “العمق المغربي”، إنه يشك في الزعيم السياسي الذي لا يفكر صباح مساء في الانتخابات، وفي ناخبيه وقاعدته الانتخابية. جاء ذلك خلال مشاركته في برنامج خاص على قناة “ميدي 1” حول موضوع “المشهد السياسي والحزبي… رهانات المرحلة وتحديات التأطير”، في معرض رده على سؤال يهم الخطاب السياسي الصادر عن الأحزاب المغربية عبر أمنائها العامين.
وأكد مدير نشر جريدة العمق المغربي على أهمية الفصل المنهجي بين المشاريع الكبرى للمملكة، التي تتطلب حساً عالياً من المواطنة، وبين الخطاب السياسي الذي تنتجه الأحزاب، سواء كانت في الأغلبية أو المعارضة، في ظل أجواء الصراعات السياسية والتحضير للاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
وأوضح المتحدث أيضا أن هذا الفصل لا يجب أن يتحول إلى تضييق على الأحزاب، إذا ما كنا نريدها أن تؤدي أدوارها كاملة في النقد والتقييم وتتبع السياسات العمومية.
و شدد لغروس على ضرورة تبني “نَفَس انتخابي” حقيقي من طرف الفاعل السياسي، يأخذ بعين الاعتبار مرجعيته الإيديولوجية، وزخم قاعدته الانتخابية، وناخبيه، وطرق ممارسته لأدواره سواء تعلق الأمر بالأغلبية أو المعارضة .
وأشار لغروس في ختام مداخلته إلى أن هذا النفس لا ينبغي أن يتحول إلى ارتباك وصراع، مستشهداً في هذا السياق بعدة مؤشرات، أبرزها انتقال وزراء حزب الاستقلال داخل البرلمان من الجلوس وسط باقي أعضاء الحكومة إلى الجلوس في زاوية خاصة، إضافة إلى ما رافق ملف ملتمس الرقابة من أحداث ووقائع.
اترك تعليقاً