مجتمع

تقرير يدعو لاستثمار “الفرصة الديمغرافية الذهبية” للشباب المغربي ويحذر من ضياع الطاقات

دعا تقرير حقوقي، يتناول وضعية الشباب بالمغرب، إلى ضرورة استغلال السياسات العمومية للفرصة الديمغرافية الذهبية للشباب، بتحويل طاقاتهم إلى قوة منتجة ومساهمة فعالة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتوفير الفرص الكافية للتعليم والتدريب والتوظيف والمشاركة.

التقرير الصادر عن العصبة المغربية لحقوق الإنسان، أشار إلى أن نسبة الشباب في المغرب، الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و34 سنة، بلغت %34.4 من إجمالي السكان، وذلك حسب بيانات المندوبية السامية للتخطيط لعام 2024.

وتُعد هذه النسبة، يشير التقرير، مرحلة مهمة تضع المغرب أمام ما يسمى بـ”الفرصة الديمغرافية الذهبية”، إذ تعتبر فترة زمنية تتميز بارتفاع نسبة السكان في سن العمل وانخفاض نسبة الإعالة، مما يوفر إمكانات هائلة للنمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية.

واعتبر أن استغلال هذه الفرصة يتوقف على مدى قدرة السياسات العمومية على تحويل هذه الطاقات الشبابية إلى قوة منتجة ومساهمة فعليا في عجلة التنمية.

وأضاف إنه إذا لم يتم توفير الفرص الكافية للتعليم، والتدريب، والتوظيف، والمشاركة، فإن هذه الفرصة قد تتحول إلى عبء ديمغرافي، مما يؤدي إلى تفاقم مشكلات البطالة، والإقصاء الاجتماعي، والشعور بالإحباط بين صفوف الشباب.

في سياق متصل، دعا التقرير إلى دعم هجرة الشباب عبر توفير قنوات قانونية للراغبين في الهجرة منهم، ودعا إلى ضرورة استغلال الفرصة الديمغرافية الذهبية للشباب بتحويل طاقاتهم إلى قوة منتجة.

التقرير الذي يأتي بمناسبة اليوم العالمي للشباب، دعا إلى إطلاق “برنامج الهجرة الآمنة” بتأشيرات موسمية للشباب الراغب في الهجرة، وذلك لتوفير قنوات قانونية والحد من المخاطر المرتبطة بالهجرة غير النظامية.

وأشار التقرير إلى أن الهجرة غير النظامية “الحريك”، أضحت ظاهرة اجتماعية معقدة تتزايد في المغرب، خاصة بين فئة الشباب، مدفوعة بعوامل اقتصادية واجتماعية ونفسية.

واعبتر أن اللجوء إلى “الحريك” عكس يأسًا من إيجاد فرص أفضل في الوطن، ما يدفع بالشباب إلى المخاطرة بحياتهم بحثا عن مستقبل مجهول، “مما يطرح تساؤلات عميقة حول الحق في مغادرة البلاد والحق في الحياة”.

ولفت التقرير إلى أن حجم هذه الظاهرة اتسع خلال السنوات الأخيرة، حيث تشير الأرقام إلى إحباط أكثر من 75 ألف محاولة هجرة غير شرعية من المغرب إلى أوروبا سنة 2023.

أما في سنة 2024، يضيف المصدر نقلا عن معطيات لوزارة الداخلية، فقد تم إحباط 78.685 محاولة، بزيادة قدرها %4.6 مقارنة مع السنة التي قبلها. معتبرا أن هذه الأرقام تعكس تزايدا في أعداد الشباب الذين يختارون هذا المسار المحفوف بالمخاطر.

وعدد جملة من الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة متعددة، وضمنها البطالة، والإقصاء الاجتماعي، وضعف الآفاق المستقبلية، والشعور بالإحباط. معتبرا أن الجهود المبذولة لا تعالج الأسباب الجذرية للظاهرة، داعيا إلى اعتماد مقاربة شاملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *