آخر أخبار الرياضة، العمق الرياضي، الكرة المغربية

حوار خاص/ لارغيت: المنتخب جاهز لـ”الكان”.. ولقجع هو من عالج ملف زياش

في حوار خاص مع جريدة “العمق المغربي”، تحدّث المدير التقني للاتحاد السعودي لكرة القدم، ناصر لارغيت، عن التحوُّل الذي طرأ على الكرة المغربية في السنوات الأخيرة، سواء من حيث النتائج أو جودة الخيارات البشرية، مُعتبرا أن اللعبة في المملكة تمضي في المسار الصحيح، وتُعزّز رأسمالها الذي راكمته في العقد الأخير.

وقال المدير السابق لـ”أكاديمية محمد السادس لكرة القدم”، إن المنتخب الوطني الأول يملك كافة المقومات للتتويج بكأس أمم أفريقيا 2025، مُشيداً بإمكانيات العناصر الوطنية وقدرتهم على التنافس من أجل التتويج القاري، مُستعرضا بعض الأسماء مثل يوسف النصيري وأشرف حكيمي وحمزة وإيغامان.

وعاد المتحدث نفسه، إلى التطرق لحصيلة العشر سنوات الأولى للتكوين في الكرة المغربية، والتي أثمرت وفق رأيه مجموعة من الأسماء اللامعة حاليا في المنتخبات الوطنية، على غرار أسامة تارغالين ونايف أكرد وعز الدين أوناحي.

وفي ما يلي الحوار الكامل مع ناصر لارغيت:

-بداية، كيف تُقيِّمون التحول الذي طرأ على الكرة المغربية في السنوات الأخيرة؟

  • الكرة الوطنية بدأت في النمو مع الرؤية السامية للملك محمد السادس في سنة 2007، بإحداث “أكاديمية محمد السادس لكرة القدم”، إنه مشروع جاءت فكرة إنشائه حتى يكون نموذجا لتطوير اللعبة في المغرب. هذه الرياضة في المملكة تسلّقت المراتب بشكل منتظم منذ سنة 2014، عند تولي فوزي لقجع رئاسة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وهو ما ساهم في ترسيخ وتثبيت ما قمنا به في البداية. نحن الآن لا نشعر بأي مركب نقص، ونؤمن بقدرتنا على مقارعة كبرى المنتخبات في القارة الأفريقية أولا، وكذلك على الصعيد العالمي.

-أشرفت على الاشتغال مع يوسف النصيري، هل تعتقد أنه يملك كافة المقومات ليكون عنصرا أساسيا وفارقا في كأس أمم أفريقيا؟

  • ما يمكنني قوله عن يوسف النصيري هو أنه أحد أفضل المهاجمين في أفريقيا وأوروبا أيضا، إحصائياته تتحدث عنه، إننا محظوظون بالتوفر على مهاجمين رائعين تحت تصرف وليد الركراكي، مثل النصيري وأيوب الكعبي وحمزة إيغامان. أرى أن النصيري ورفاقه في الهجوم هم معادلة أساسية في منظومة السعي لإحراز كأس أفريقيا. إذا كنت تطمح للتتويج، ينبغي عليك الانتصار وتسجيل الأهداف، وهي مهمة رئيسية للمهاجمين.

-مؤخرا، احتل أشرف حكيمي المركز السادس في قائمة الكرة الذهبية لسنة 2025، ما رأيك؟

  • حكيمي كان يستحق مرتبة أفضل بكثير من هذه، إنه بالنسبة لي المنافس المباشر على الفوز بالجائزة، لذلك كان على الأقل أن يتواجد في المركز الثاني. إنه لاعب عصري يُجيد الدفاع وبناء الهجمات، فضلا عن تقديمه الإضافة الهجومية وتقديم التمريرات الحاسمة والتسجيل كذلك. لقد وقّع على موسم مُثمر بدون إصابات، وأحرز كل الألقاب المتاحة في فرنسا وأيضا حاز على دوري أبطال أوروبا، ثم وصافة كأس العالم للأندية. إذا كانت كل هذه الأرقام غير كافية لاحتلاله المركز الثاني على الأقل، فسيكون من الشّائك بالنسبة لمدافع في المستقبل الظفر بالكرة الذهبية. في رأيي ورؤيتي لا تُلزم سوى نفسي، هو أفضل ظهير أيمن في العالم وقد أعاد ابتكار أسلوب اللعب في هذا المركز، لذلك رغم أنه لم يفز بالجائزة، لكنه حظي باعتراف فعاليات كرة القدم العالمية.

-في سياق آخر، ما تعليقك على العمل المُنجز من طرف الناخب الوطني وليد الركراكي لحدود الآن؟

  • وليد وطاقمه التقني يقومان بعمل رائع وعميق مع المنتخب، إنه مدرب من الطراز الأول وأنا واثق من قدرته على إيجاد مفاتيح النجاح في نهائيات كأس أمم أفريقيا القادمة بالمغرب.

-كيف ترى حظوظ المنتخب في كأس أفريقيا 2025؟

  • أجد أن المنتخب الوطني جاهزا، هناك المادة الخام والكثير من اللاعبين الموهوبين والمثيرين للإعجاب، سواء مع فئة الكبار أو الرديف رفقة طارق السكتيوي أو الشبان مع محمد وهبي، ثمة وفرة في الخيارات في كل مركز، بوجود لاعبين يختزنون النضج في المستوى العالي، ثم لا يجب نسيان الدور المرتقب للجماهير المغربية، فهي اللاعب رقم 12، وقد أثبت المشجعون نزعتهم التعبوية ليكونوا سندا للاعبين، وكأس العالم بقطر والألعاب الأولمبية بفرنسا دليلان على ذلك.

-كنت من الكوادر الأولى التي اشتغلت في بداية ورش التكوين بالكرة المغربية، هل تجدون أن هذا المشروع يمضي في المسار الصحيح؟

  • الانطلاقة دوما ما تكون صعبة، لكنني كنت أُدرك أن بلادنا في سنة 2007 كانت تستحق تموقعا أفضل، لقد كان لي شرف اختياري لهذا المشروع من طرف الملك محمد السادس. بعدها كنت محظوظا بالعمل مع فوزي لقجع، الذي وافق على امتداد خمس سنوات الاستراتيجية المُقدّمة له، والمرتكزة على تطوير المواهب وتكوين المدربين وتعزيز المنتخبات الوطنية، بأهداف واقعية وقابلة للتحقيق. بعد 12 سنة من العمل، أعتقد أن الكرة الوطنية مُسلَّحة لسنوات كثيرة قادمة للتنافس على أعلى مستوى. بالعودة إلى حقبتك داخل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، جاورت المدرب هيرفي رونار وتصادفتما مع حالة حكيم زياش، كيف دبّرتما هذا الإشكال؟
  • من الأشياء التي كنا محظوظين بها في الولاية الأولى لفوزي لقجع هي قدوم رونار، الذي بعث الكثير من الحماس والطموح، وصلنا معه إلى الدور الثاني لكأس أمم أفريقيا بعد 13 سنة، كما تأهلنا لنهائيات كأس العالم عقب 20 سنة من الغياب. بالنسبة لزياش، الرئيس لقجع هو من اشتغل على الملف رفقة رونار، ولم يكن هذا في الواقع من مجال اختصاص عملي. في المقابل، بادرنا بسرعة إلى التواصل وطلب العمل مع المغاربة المتواجدين في الخارج، من أجل إقناع اللاعبين الشباب خاصة من فئة 15 – 16 سنة للالتحاق بنا، والأمر انطبق فقط على المواهب التي كانت تملك مستويات أفضل من اللاعبين المحليين، لقد كان ورش ناجح بالنسبة لنا. اليوم، عندما أرى الكم الهائل من اللاعبين المميزين الذين يريدون تمثيل المنتخب الوطني فهذا استثنائي، دون إغفال دور تطور بنتياتنا التحتية في ذلك.

-كيف ترى مسار أولمبيك مارسيليا مؤخرا، خاصة تحت قيادة الرئيس بابلو لونغوريا ومدير الكرة مهدي بنعطية؟

  • أولمبيك مارسيليا كانت محطة رائعة في مساري كمُكوّن ومدرب، إنه نادٍ مرتبط بتاريخ عريق. كانت تجربتي مميزة مع اللاعبين والمستخدمين والرئيس، وخاصة الجماهير التي تساند الفريق بشكل لا مشروط بفعل حُبها الكبير للنادي. هذا النادي يواصل خطه التصاعدي مع لونغوريا وبنعطية، وقام ببداية موسم استثنائية سواء في الدوري الفرنسي أو دوري أبطال أوروبا. أجد نفسي فخورا برؤية لاعبي الأكاديمية لحمل قميص أولمبيك مارسيليا بعد الأسطورة الراحل العربي بنمبارك، مثل أسامة تارغالين وعز الدين أوناحي ونايف أكرد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *