العمق الرياضي

من ملعب ترابي بتنغير إلى حديث الصحافة العالمية.. مقصية “الفاهيم” تهز مواقع التواصل

لم يكن الشاب محمد الفاهيم يتوقع، وهو يرتقي بجسده في الهواء لتنفيذ ضربة مقصية رائعة خلال مباراة عادية بدوري “تحاكورت” المحلي بضواحي تنغير، أن تلك اللحظة الخاطفة ستتجاوز حدود الملعب الترابي، لتغزو منصات التواصل الاجتماعي وتستقر في صفحات أشهر المنابر الرياضية على الصعيدين الوطني والدولي.

فما بدا للحاضرين مجرد لقطة جميلة في مباراة شعبية، تحول إلى مشهد مبهر حصد ملايين المشاهدات، وأثار إعجاب كبار الإعلاميين والمتابعين الرياضيين، من بينهم صحيفة “ماركا” الإسبانية والموقع الرياضي العالمي “goal arabia”، وصفحة “433” التي أشادت جميعها بجمالية الهدف وعفوية الموهبة.

ولد محمد الفاهيم يوم 18 نونبر 2000 بجماعة أيت سدرات الجبل السفلى بإقليم تنغير، وبدأ شغفه بكرة القدم منذ سن الثامنة، حيث كان يمارسها في الدوار على الملاعب الترابية، قبل أن يصقل موهبته بالالتحاق تدريجياً بالأندية المحلية.

ويمارس محمد حاليا ضمن صفوف نادي بلدية قلعة مكونة، حيث يواصل تطوير مستواه في بطولة القسم الشرفي الأول، إلى جانب مواصلته دراسته الجامعية في شعبة اللغة الفرنسية بجامعة القاضي عياض، مما يعكس ببراعة حرصه على التوفيق بين مساره الرياضي وطموحه الأكاديمي.

وقد شكّلت “المقصية العالمية” التي سجلها نقطة تحوّل بارزة في مسيرته، إذ لقيت صدى واسعا، ليس فقط على مواقع التواصل الاجتماعي، بل أيضا لدى عدد من الأندية الوطنية التي سارعت للتواصل معه.

وفي حديثه عن تلك اللحظة، قال محمد الفاهيم في تصريحات خاصة لجريدة “العمق المغربي”: “تفاجأت صراحة… نعم، سبق أن نفذت هذه الحركة عدة مرات، لكنها لم تكن دائما ناجحة؛ أحيانا تستقر بالخارج، وأحيانا تصطدم بالعارضة… هذه المرة تم توثيقها بالفيديو، وهناك من صدّقها وهناك من لم يصدق.”

وعن شعوره بعد الانتشار الكبير للهدف، أضاف: “الإحساس لا يوصف… إنه شعور رائع وجميل. ليس من السهل أن تكون لاعبا في دوري محلي بسيط، ثم تجد نفسك تتصدر صفحات كبرى المنصات الرياضية داخل المغرب وخارجه.”

كما أكد تلقيه عروضا من أندية تنشط في الدوري الاحترافي الممتاز وفي أقسام الهواة، مشيرا إلى أنه يدرس هذه العروض بعناية، ويأمل في أن تمثل بداية حقيقية لتحقيق حلمه. “أعتقد أن هذا الهدف قد يكون بداية خير، وقد يفتح أمامي أبوابا كثيرة. أتمنى من الله التوفيق، وأطمح للعب في ناد كبير داخل المغرب أو خارجه.”

قصة محمد الفاهيم تجسد الحلم الكروي الذي يولد من الأحياء الشعبية، وتظهر كيف يمكن للحظة تألق واحدة، حين توثق وتشارك، أن تغير مجرى مسيرة شاب طموح يجمع بين التعليم والرياضة، ويسعى بخطى ثابتة نحو مستقبل أفضل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *