اقتصاد

“كول” تهدد هيمنة “غلوفو” في المغرب.. منافسة جديدة بعد تمويل 7.5 مليون دولار واتفاقية التسوية

دخلت شركة “كول” الناشئة سوق توصيل الطعام بالمغرب بقوة لتتحدى بشكل مباشر الريادة التي كانت تتمتع بها شركة “غلوفو” الإسبانية، مستفيدة من تمويل جديد بقيمة 7.5 مليون دولار ومن سياق تنافسي تغير بعد خضوع “غلوفو” لتحقيق من قبل مجلس المنافسة.

واجهت شركة “غلوفو” تدقيقا من قبل مجلس المنافسة المغربي الذي فتح في فبراير 2024 تحقيقا بشأن ممارسات قد تكون مانعة للمنافسة. وأشارت مجلة “جون أفريك” إلى أن المشغل الإسباني استفاد لفترة طويلة من وضعه كفاعل رئيسي ليفرض شروطه على الشركاء، حيث كان يطبق عمولات تتجاوز أحيانا 30%، وهو معدل اعتبر مرتفعا جدا.

وانتهت القضية في يوليوز الماضي بالتوصل إلى اتفاق تسوية فرضت بموجبه التزامات متعددة على “غلوفو”، من بينها حذف أي شرط حصري في تعاملاتها، وتعزيز الشفافية في عمل المنصة، وتحديد سقف للعمولة عند 30%، بالإضافة إلى تقييم أكثر إنصافا للخدمات التي يقدمها عمال التوصيل، الذين نفذوا إضرابا يومي 1 و 2 سبتمبر للتنديد بظروف عملهم.

كشفت شركة “أورا تكنولوجيز” المالكة لتطبيق “كول” عن استراتيجيتها الجديدة التي تهدف إلى “دمقرطة توصيل الطعام لجميع الفئات الاجتماعية”، وذلك بعد حصولها مؤخرا على تمويل بقيمة 7.5 مليون دولار لتسريع وتيرة تطورها وأوضح عمر العلمي، مؤسس الشركة الناشئة في عام 2023، في تصريح لـ “جون أفريك”، أن الشركة تعتمد على فرض عمولة أقل بكثير من منافستها (10% مقابل ما يصل إلى 30% لغلوفو)، مستهدفة سوقا واعدة تضم حوالي “ستة ملايين مستخدم محتمل” مقارنة بـ 500 ألف مستخدم حاليا.

سجلت “كول” نموا ملحوظا حيث بلغ عدد مستخدميها النشطين 12 ألفا في شهر غشت الماضي، وتغطي حاليا ست مدن مغربية هي الدار البيضاء، الرباط، طنجة، مراكش، أكادير والداخلة، مقابل 31 مدينة لـ “غلوفو”. وتتوقع الشركة تحقيق نمو شهري يتراوح بين 15% و30%، وتخطط للتركيز على السوق المغربية لمدة عشر سنوات قبل التفكير في التوسع نحو أوروبا.

وأكد حمزة نصيري بناني، المدير العام لـ “غلوفو المغرب”، في حديثه مع “جون أفريك”، أن دخول فاعلين جدد يساهم في تثقيف السوق وتوسيع العرض، واصفا نموذج عمل توصيل الطعام بالمعقد. وأوضح أن الأمر يتطلب “تحقيق توازن مستمر بين المطاعم وعمال التوصيل والزبائن في كل مدينة على حدة، للوصول إلى كثافة في الطلبات تضمن استقرار الهوامش الربحية مع الحفاظ على جودة الخدمة”.

شهد قطاع توصيل الطعام في المغرب تحولا مهما بعد قرار شركة “جوميا” في دجنبر 2023 التخلي عن هذا النشاط للتركيز كليا على التجارة الإلكترونية. وقد فتح هذا الانسحاب، الذي جاء نتيجة للتكاليف المرتفعة والمنافسة الشديدة، المجال أمام المنافسين، وعلى رأسهم “غلوفو”، التي تأسست فرعها المحلي قبل خمس سنوات وحققت رقم معاملات تجاوز 500 مليون درهم، وفقا لما أوردته “جون أفريك”، محققة أرباحا لأول مرة في 2023.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *