المغرب العميق

بعد أن جرفت السيول أراضيهم وهددت منازلهم… سكان “أكونيس” بورزازات يطلقون نداء استغاثة عاجل

أطلق سكان دوار أكونيس، التابع لجماعة إزناغن بإقليم ورزازات، نداء استغاثة عاجل إلى السلطات المختصة، عقب الفيضانات الأخيرة التي اجتاحت المنطقة، مخلفة دمارا واسعا في محاصيلهم الزراعية وبنيتهم التحتية، ومتهمين الجهات المسؤولة بـ”التقصير والإهمال”.

وفي شهادات مؤثرة لجريدة «العمق»، وصف المتضررون حجم الكارثة التي ألمّت بهم، حيث جرفت السيول القوية أراضيهم الفلاحية بالكامل، وأتلفت محاصيل الخضروات وأشجار الزعفران التي تمثل مصدر رزقهم الأساسي.

وقال أحد السكان بحسرة: “الوادي جرف كل شيء نعيش عليه، لم يترك لنا شجرا ولا زرعا. المياه وصلت إلى عتبات منازلنا، ونحن نعيش في خوف دائم”.

ويحمّل السكان المسؤولية مباشرة لقنطرة حديثة الإنشاء، التي يعتبرونها السبب الرئيسي في تفاقم الكارثة. ووفق شهاداتهم، فإن تصميم القنطرة الضيق لا يتناسب مع عرض الوادي الذي يصل إلى 40 مترا، ما أدى إلى اختناق مجرى المياه وتحويل مسارها الجارف نحو المستوصف المحلي والمنازل والأراضي الفلاحية.

وأضاف متحدث آخر: “هذه القنطرة، بدلا من أن تحمينا، تسببت في تحويل الفيضان إلينا. كما أن الطريق الذي يربط المنطقة ظل مشروعا متعثرا منذ سنوات دون أن يكتمل”.

وعبر عدد من الأهالي عن شعورهم بالخذلان والتهميش من قبل السلطات المحلية والمنتخبين، مؤكدين أنهم لم يتلقوا أي دعم أو مساعدة، سواء قبل الكارثة عبر توفير وسائل الحماية، أو بعدها لتقييم الأضرار وتقديم التعويضات. وصرح أحدهم بغضب: “لا نرى المسؤولين إلا مرة كل خمس سنوات خلال الانتخابات. لم نستفد من أي دعم، لا من وزارة الفلاحة ولا من الجماعة. كل ما بنيناه كان بجهودنا وأموالنا الخاصة”.

في ظل هذا الوضع، يناشد سكان أكونيس الملك محمد السادس والسلطات المختصة التدخل العاجل، وفتح تحقيق في مشاريع البنية التحتية التي وصفوها بـ”المغشوشة”، وتقديم الدعم اللازم لتعويضهم عن خسائرهم الفادحة، ورفع العزلة والتهميش عن منطقتهم التي باتت مهددة بفعل الكوارث الطبيعية وغياب التخطيط السليم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *