“تخرشيش”.. جرأة مسرحية في طرح زنا المحارم تثير الجدل والمؤلف: الصفعة ضرورية

أثار مشهد مسرحي جمع الممثلتين ساندية تاج الدين وهاجر المسناوي من عرض “تخرشيش” جدلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما اعتبره البعض مشهدا”خادشا” يحمل إيحاءات جنسية. غير أن فريق العمل المسرحي أكد أن هذه اللقطات لم تكن سوى معالجة فنية لواحدة من أخطر الطابوهات المسكوت عنها في المجتمع وهي “العنف الجنسي وزنا المحارم”.
المسرحية، التي كتب نصها وألفها عبد الفتاح عشيق، تدور أحداثها في فضاء مغلق يحاكي الغابة، حيث يعيش أب يعمل حارسا رفقة ابنتيه، ويخضعهما منذ صغرهما لممارساته الشاذة مقنعا إياهما بأن ذلك جزء طبيعي من الحياة وأن من “واجب الأب” القيام به.
وتتوالى الأحداث بإدراك إحدى الفتاتين للحقيقة بعد استماعها لبرنامج إذاعي، فترفض الاستمرار في الخضوع له. حينها يبتزها والدها بتهديد أخطر، وهو أنه سيلجأ إلى أختها الصغرى إذا لم ترضخ له، لتكتشف لاحقا أنه كان يعتدي عليها أيضا، مستعملا أساليب ترهيب مختلفة، بينها التلويح بـ”حلوف الغابة”.
وأوضح المؤلف عبد الفتاح عشيق، أن اختيار موضوع بهذه الحساسية لم يكن اعتباطيا، بل هو ثمرة بحث ميداني أجراه سنة 2021 بالاعتماد على شهادات حية لنساء عشن تجارب مشابهة، إلى جانب مراجعة تقارير إعلامية وأعمال سينمائية عالمية تناولت الظاهرة.
وشدد عشيق في تصريح لـ”العمق” على أن الهدف من المسرحية هو المساهمة في توعية الأبناء والأسر بمدى بشاعة هذه الجرائم ودفع المجتمع إلى نقاش جريء ومسؤول حولها.
واعتبر ذات المتحدث، أن التعبير الجسدي الذي اختارته المخرجة مريم الزعيمي كان اختيارا فنيا لتجسيد فظاعة الاغتصاب، مشددا على أن لحظة “الصدمة” ضرورية لإشعال النقاش. قائلا: “لو لم تكن هناك صفعة فنية، لما أثارت المسرحية هذا الحوار، والجدل الذي يرافقها اليوم في حد ذاته دليل على أن الرسالة وصلت”.
وقال عشيق، إن العرض الأول الذي احتضنه المركز الثقافي بالحاجب قوبل بتفاعل إيجابي، حيث صفق الجمهور بحرارة للمشهد المثير للجدل، وهو ما يعتبره فريق العمل دليلا على أن المتلقي حين يشاهد العمل كاملا يدرك أن الهدف ليس الإثارة المجانية، بل فضح بشاعة الجريمة.
وشدد مؤلف العمل على أن المسرح لا يجب أن يظل محصورا في الترفيه، بل يجب أن يكون منبرا لمساءلة المجتمع ومواجهة آلامه، مشيرا إلى هناك أن أشخاصا يشبهون الأب المريض نفسيا الذي يظهر في المسرحية يعيشون بيننا دون أن نعرفهم، وأن النقاش والتوعية هما السبيل الوحيد لتجفيف منابع هذه الكوارث الإنسانية.
يشار إلى أن مسرحية “تخرشيش”، من إخراج الممثلة والمخرجة مريم الزعيمي، وتشخيص كل من ساندية تاج الدين، هاجر المسناوي، سعد موفق وأيوب أبو النصر.
اترك تعليقاً