مجتمع

تسعير الأدوية “يقسم” الصيادلة.. نقابات ترفض الانسحاب من الحوار وتصف المحتجين بـ”الأقلية”

في خضم الجدل الذي أثاره مرسوم تسعير الأدوية، “تبرأت” ثلاث مركزيات نقابية ممثلة لصيادلة الصيدليات من الخطوة الاحتجاجية التي نظمتها كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب أمام وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بالرباط، يوم 9 شتنبر الجاري.

ورفضت كل من الفيدرالية الوطنية لنقابات صيادلة المغرب، والنقابة الوطنية لصيادلة المغرب، والاتحاد الوطني لصيادلة المغرب، الانسحاب من الحوار الجاري مع الوزارة الوصية، واصفة الصيادلة المحتجين الذين تظاهروا بالرباط، الثلاثاء المنصرم، بأنهم “أقلية”.

وقالت النقابات الثلاث في بلاغ مشترك، تتوفر جريدة “العمق” بنسخة منه، إن اجتماعاتها الأخيرة مع وزارة الصحة تسير في “اتجاه إيجابي”، وأنها لمست “إرادة جدية” لدى الوزارة لتنزيل مخرجات الحوار، عبر آليات قانونية وتقنية تُعنى بإصلاح المنظومة الصيدلانية وتطويرها.

والثلاثاء الماضي، تظاهر عشرات الصيادلة أمام مقر وزارة الصحة بالرباط، دعت لها كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب، رفضا لمرسوم تسعير الأدوية وتنديدا بما اعتبروه “سياسات عرجاء” للوزارة وعدم الوفاء بالوعود، متهمين مسؤولي الوزارة بـ”اعتماد سياسات دوائية بشكل انفرادي، من شأنها تهديد استقرار الصيادلة”.

غير أن النقابات الصيدلانية الثلاث، عبرت عن رفضها لما وصفته بـ”المغالطات والأكاذيب” التي تروج لها هيئة نقابية “تمثل أقلية صغيرة” من الصيادلة، وفق تعبيرها، في إشارة إلى كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب.

وأضاف البلاغ أن المركزية المحتجة “لا تمثل سوى 3 نقابات من أصل 67 نقابة جهوية عبر التراب الوطني”، معتبرة أن عدد المشاركين في وقفتها الأخيرة بلغ حوالي 160 صيدلانيا من أصل 14 ألف ممارس، موضحة أن هذا الرقم دليل على ضعف تمثيليتها، بحسب المصدر ذاته.

إقرأ أيضا: انتقدوا سياسات وزارة الصحة “العرجاء”.. الصيادلة يحتجون رفضا لمرسوم الأدوية (فيديو)

واتهمت النقابات الثلاث غريمتها النقابية بـ”تجييش الصيادلة بالكذب والتحايل، وتضليل الرأي العام الوطني والصيدلاني عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي”، معتبرة أن العمل النقابي ينبغي أن يكون “بعيدا عن الحسابات السياسية” أو “الصراعات الإيديولوجية المتجاوزة”.

وشددت على أنها ستواصل نهجها “النضالي المسؤول” بمعية وزارة الصحة من أجل حماية مصالح الصيادلة، معتبرة أن “أي محاولات لتشويش أو عرقلة هذا المسار لن تثنيها عن المضي قدما في الدفاع عن المهنة ومكتسباتها”.

ويأتي هذا السجال بعدما عبرت كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب عن غضبها من “تهميشها” في جلسات الحوار مع وزارة الصحة، واعتبرت أن المرسوم الجديد لتسعير الأدوية “يهدد استقرار القطاع”.

واتهمت كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب، الوزارة الوصية بالرضوخ لـ”لوبيات الشركات المصنعة” بدل الاستجابة لمطالب تخفيض أسعار الأدوية الباهظة الثمن، ومحذرة من دخول آلاف الصيدليات في أزمة خانقة.

وبينما تصعد الكونفدرالية خطواتها النضالية دفاعا عن ما تسميه “مصالح الصيادلة المغيبة”، تتمسك النقابات الثلاث الأخرى بخيار الحوار داخل مؤسسات الوزارة، مشيرة إلى أن “التضليل الإعلامي والاحتجاج المحدود لن يغير من واقع التمثيلية الحقيقية لمهنيي القطاع”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *