الدرويش يدعو من قرطبة لإنشاء “فيدرالية” بين جزر الكناري والأقاليم الجنوبية

شارك عبد العزيز الدرويش، رئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس العمالات والأقاليم (AMPCPP)، يوم الاثنين 22 شتنبر 2025، في أشغال يوم دراسي رفيع المستوى بقصر “أوريفي” بمدينة قرطبة الإسبانية.
ونُظم هذا الحدث الهام من قبل الفدرالية الأندلسية للبلديات والأقاليم (FAMP) تحت عنوان “تأثير التعاون اللامركزي في الجماعات الترابية الأندلسية: الانتقال من العمل البلدي إلى التنمية المستدامة”.
وافتتح أشغال اليوم الدراسي خوسيه ماريا بييدو، رئيس الفدرالية الأندلسية للبلديات والأقاليم وعمدة مدينة قرطبة، وذلك بحضور شخصيات بارزة، من بينها سيليا روسيل مارتي، مديرة الوكالة الأندلسية للتعاون الدولي من أجل التنمية، وسلفادور فوينتيس لوبيرا، رئيس مجلس مقاطعة قرطبة، حيث استُهلت الفعاليات بكلمة ترحيبية ألقتها الأمينة العامة للفدرالية.
وتمحورت جلسات اليوم الدراسي حول عدة محاور موضوعاتية متتالية، شملت تحليل السياسات الوطنية للتعاون من أجل التنمية، وأدوات التنسيق بين مختلف مستويات الإدارة العمومية للمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة.
كما تم استعراض سياسات التعاون اللامركزي وإسهاماتها في تحقيق أجندة 2030 وأهداف التنمية المستدامة، مع تسليط الضوء على أفضل الممارسات في مجال التعاون التقني الدولي بين النظراء على المستوى البلدي، بالإضافة إلى تقييم آليات التعاون التقني ونقل الخبرات.
وفي مداخلته، التي حظيت باهتمام كبير بصفته الضيف الأجنبي الوحيد في هذا الحدث، قدّم عبد العزيز الدرويش عرضا مفصلا للحضور حول مسار اللامركزية المتقدمة في المغرب والتجربة الرائدة للمملكة في مجال التعاون جنوب-جنوب.
وأبرز الدرويش أهمية تعزيز التعاون مع إسبانيا، ومع إقليم الأندلس على وجه الخصوص، نظرا للروابط التاريخية والجغرافية العميقة.
ولم تقتصر مداخلة رئيس الجمعية على ذلك، بل قدم مقترحا دعا فيه إلى إحداث فدرالية بين جزر الكناري والجماعات الترابية بالأقاليم الجنوبية للمملكة، على غرار “فدرالية أنمار” القائمة والناجحة بين الأندلس والمغرب.
وربط الدرويش هذا المقترح بشكل مباشر بالمبادرة الملكية الأطلسية، مؤكدا أن هذا الإطار الجديد للتعاون من شأنه أن يساهم بفعالية في فك العزلة عن دول الساحل، وخلق فرص تنموية محلية حقيقية، مما سيساعد على الحد من تدفقات الهجرة غير النظامية نحو أوروبا.
واختتم الدرويش كلمته بتوجيه دعوة رسمية للشركاء الإسبان للمشاركة في يوم دراسي مماثل سيتم تنظيمه في مدينة الداخلة، مستشهدا بكلمات رئيس الفدرالية الأندلسية للبلديات الذي قال: “إن التعاون اللامركزي يسمح لنا بالعمل محليا، وفهم احتياجات جيراننا بشكل مباشر، ولكنه يتيح لنا أيضا بناء جسور مع مناطق أخرى في العالم تواجه تحديات مماثلة. فسواء تعلق الأمر بالاستدامة، أو الإدماج الاجتماعي، أو المساواة بين الجنسين، أو التحول الرقمي، يمكننا تبادل خبراتنا وتكييفها وإثرائها في حوار أفقي بين الأقاليم”.
اترك تعليقاً