منتدى العمق

خارطة طريق لبناء عراق جديد

يسهل على كثيرين تشخيص المشاكل، لكن يتدر ان تجد من يعطي معها حلولا حقيقية قابلة للتطبيق..

في ظل التحديات التي تواجهها الديمقراطية العراقية، للم يعد يكفينا مجرد تشخيص المشاكل، بل لا بد من تقديم حلول عملية لها، ولم نرى إلا قلة من زعماء السياسة عندنا، ومن المؤثرين بشؤونها ممن يفعل ذلك، ومنهم السيد عمار الحكيم، والذي يرتكز على ثلاثة مقومات رئيسية لبناء ديمقراطية مستدامة.

المقوم الأول هو الشرعية السياسية: وهذه الشرعية مجرد تفويض مؤقت، بل هي الأساس الذي يقوم عليه النظام السياسي بأكمله، وهي لا تُكتسب إلا من خلال انتخابات نزيهة وحرة، تعكس إرادة الشعب الحقيقية، فالانتخابات ليست مجرد عملية إجرائية، بل هي تجديد للعهد بين الحاكم والمحكوم، وهي الفرصة الوحيدة للتخلص من الأنظمة التي لا تحظى بثقة الشعب.

المقوم الثاني هو المواطنة الفاعلة: فالديمقراطية لا يمكن أن تنجح، في مجتمع يغيب فيه مفهوم المواطنة الحقيقية، فالمواطنة ليست مجرد انتماء جغرافي، بل هي شعور بالمسؤولية والمشاركة في صنع القرار، حين يشعر الفرد أن صوته مسموع، وأن انتماءه للوطن هو الأساس، يترسخ الولاء الوطني على حساب الولاءات الفرعية، سواء كانت طائفية، أو عرقية، أو حزبية.

المقوم الثالث والمهم هو وجود مؤسسات رصينة: وهي الضمانة الحقيقية لاستمرار الديمقراطية، فيجب أن تكون هذه المؤسسات مستقلة وتعمل بفعالية وشفافية، وأن تحترم مبدأ الفصل بين السلطات، وأن تضمن العدالة في توزيع الفرص والخدمات، فالدولة القوية لا تُبنى على الأشخاص، بل على المؤسسات التي تحترم القانون وتخدم المواطن.

هذه المرتكزات ليست تنظيراً، بل مساراً عملياً لإنقاذ الديمقراطية من التآكل، وتشكّل خريطة طريق واقعية، وفق رؤية الحكيم، الديمقراطية العراقية لا يمكن أن تستمر إلا إذا تحولت من إطار شكلي إلى منظومة متكاملة، تُنتج شرعية، مواطنة، ومؤسسات قوية، لتأسيس ديمقراطية لا تهتز أمام الأزمات ولا تُفرغ من مضمونها.

رسالة الحكيم تتلاقى مع نبض الشارع، فالعراق لا يُبنى بالاستبداد ولا يصان بالإقصاء، بل بالحوار والشراكة وسيادة القانون، الديمقراطية الحقيقية تعني أن يجد المواطن أثرها في حياته اليومية، وإلا ستظل عرضة للانهيار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *