بنسعيد: نسعى لانخراط الشباب بوعي سياسي صادق لا تحركهم المصالح أو السعي وراء المناصب

أكد محمد بنسعيد، عضو القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة، أن “البام” يسعى لرؤية شباب منخرطين بوعي سياسي صادق، لا تحركهم المصالح الضيقة أو السعي وراء المناصب، مشددا من جهة ثانية على أن قضية فلسطين لم تكن يوما بعيدة عن وجدان المغاربة، بل ظلت حاضرة بقوة في وجدان مختلف مكونات المجتمع، بما فيها الفعاليات السياسية داخل المملكة.
وأكد بنسعيد، في كلمة له خلال المؤتمر الوطني الثاني لمنظمة شباب الأصالة والمعاصرة، الذي احتضنته مدينة بوزنيقة، اليوم الجمعة، أن “القدس ستبقى دوما العاصمة الأبدية لفلسطين”، في تعبير عن ارتباط المغرب التاريخي والوجداني بهذه القضية.
وفي معرض حديثه عن دور الشباب، أوضح بنسعيد أن الحزب يطمح إلى رؤية شباب منخرطين بوعي سياسي صادق، لا تحركهم المصالح الضيقة أو السعي وراء المناصب، بل يحملون هاجس خدمة الشعب المغربي والمساهمة في تطوير البلاد، مضيفا أن “الانتماء السياسي ينبغي أن يكون وسيلة لتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة، وليس غاية في حد ذاته”.
وأشار المتحدث إلى أن التنظيم الحزبي ليس سوى أداة لتأطير الطاقات الشابة، بينما الغاية الأساسية تكمن في الدفاع عن الأجيال القادمة وتوفير فضاءات للتعبير الحر والمسؤول.
واعتبر أن اللحظة التاريخية التي يعيشها المغرب اليوم تستدعي من الشباب التعبير عن أفكارهم ومواقفهم عبر مختلف الوسائل، والمساهمة في صياغة نموذج تنموي عادل يضمن الكرامة للجميع.
كما أكد بنسعيد أن منظمة شباب الأصالة والمعاصرة مقبلة على هيكلة جديدة شاملة على المستويات الوطنية والجهوية والمحلية، في خطوة تهدف إلى إشراك الشباب بشكل أكبر في العمل الحزبي والوطني.
وأشاد عضو القيادة الجماعية بالجهود الحكومية الحالية، التي أطلقت عدة مشاريع استراتيجية، معتبرا أن نجاح هذه المشاريع يبقى رهينا بمدى إشراك الشباب في تنزيلها وتفعيلها على أرض الواقع.
وفي هذا السياق، شدد على أن التحدي الحقيقي يتمثل في القدرة على تنزيل البرامج التنموية بفعالية، ومواجهة مختلف العراقيل من خلال وضع الشباب في قلب القرار السياسي، مشيرا إلى أن “أهمية الاستماع لآراء الشباب في إصلاح القطاعات الحيوية، وعلى رأسها قطاع الصحة، الذي يعد من أبرز أولويات المواطنين”.
واختتم بنسعيد كلمته بالتأكيد على أن حزب الأصالة والمعاصرة يسعى لأن يكون حزبا قريبا من هموم المواطنين، متشبثا بثوابت الأمة المغربية ومقدساتها، ومؤمنا بأن الشباب هم الثروة الحقيقية والرأسمال البشري الذي يعول عليه المغرب لبناء المستقبل وتحقيق التنمية الشاملة.
من جانبها، أكدت نجوى ككوس، رئيسة المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، أن انخراط الشباب في منظمة “البام” يشكل خطوة محورية نحو بناء جيل جديد من المناضلين القادرين على المساهمة في تغيير الأوضاع المجتمعية عبر الانخراط في العمل المؤسساتي.
وأوضحت أن تأسيس هذه الكتلة الشبابية لم يكن مجرد مبادرة عابرة، بل هو ثمرة إرادة جماعية هدفها تعزيز الحضور السياسي للشباب وتوسيع دائرة تأثيرهم في المشهد الوطني.
وأشارت ككوس إلى أن حضور الشباب داخل الحزب لم يكن ليتحقق لولا الدعم والمساندة التي وفرها عدد من القيادات البارزة في الحزب، وفي مقدمتهم فاطمة الزهراء المنصوري، التي ساهمت في تمكين هذه الفئة من تثبيت موقعها داخل هياكل “البام” ومنحه نفسا جديدا.
كما أبرزت المتحدثة أن المنظمة الشبابية للحزب ليست مجرد إطار تنظيمي، بل هي بمثابة “مدرسة للنضال”، يتم من خلالها تكوين وتأطير الشباب لمواجهة مختلف التحديات التي تطرحها المرحلة، خاصة في ظل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها جيل اليوم، والتي تتجلى أساسا في معضلة البطالة وضعف فرص الشغل.
وفي هذا السياق، نوهت ككوس بالجهود الحكومية المبذولة في السنوات الأخيرة، مشيرة إلى أن نسب البطالة عرفت تراجعا ملحوظا بفضل إحداث فرص شغل جديدة لفائدة الشباب، وهو ما يعكس ـ حسب قولها ـ الوعي المتزايد لدى أحزاب الأغلبية، وفي مقدمتها حزب الأصالة والمعاصرة، بأهمية الاستثمار في الطاقات الشبابية باعتبارها رافعة للتنمية ومصدرا للإبداع والتجديد.
وشددت رئيسة المجلس الوطني لـ”البام” على أن الرهان اليوم يتمثل في جعل الشباب في صلب التحولات التي يعرفها المغرب، مؤكدة أن هذا المسار يتطلب وعيا عميقا بحجم المسؤولية الملقاة على عاتق هذه الفئة، فضلا عن تعبئة شاملة لضمان انخراطها الفعلي في خدمة المصلحة العامة.
واختتمت ككوس مداخلتها بالتأكيد على أن العمل السياسي ليس امتيازا شخصيا أو مجالا لتحقيق مكاسب ضيقة، وإنما هو مسؤولية مشتركة تستوجب نكران الذات وتغليب روح الجماعة، معربة عن أملها في أن تتمكن القيادة الشبابية من حمل هذه الرسالة والدفاع عنها بروح من التضحية والالتزام خدمة للوطن والمواطنين.
اترك تعليقاً