سياسة

لشكر: احتجاجات “جيل Z” جرس إنذار لأزمة ثقة بدأت منذ انتخابات 2021 (فيديو)

أكد إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن الاحتجاجات التي تعرفها بعض المدن المغربية في الآونة الأخيرة ليست حدثا معزولا، بل هي نتيجة طبيعية لتراكمات اجتماعية وسياسية عميقة بدأت منذ انتخابات 2021، والتي وصفها بأنها لحظة ميلاد “أزمة ثقة حادة” بين المواطنين والمؤسسات.

وخلال كلمته أمام المؤتمر الإقليمي للحزب بمدينة فاس، أمس السبت، أوضح لشكر أن هذه الأزمة تفجرت اليوم في شكل غضب شبابي غير مؤطر، يعكس هشاشة الوضع الاجتماعي، وغياب الحوار الحقيقي بين الدولة والمجتمع، مشددا على أن الشباب الذين خرجوا إلى الشوارع لا يجب أن ينظر إليهم كخصوم، بل كأبناء للوطن يبحثون عن الكرامة والاعتراف.

وقال الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي إن الانتخابات الأخيرة أفرزت أغلبية متغولة هيمنت على كل مؤسسات الدولة، من الحكومة إلى البرلمان والجهات والجماعات، ما أدى إلى إضعاف المعارضة وشلّ أدوار المؤسسات الوسيطة مثل الأحزاب والنقابات والإعلام.

وأضاف أن هذا “التحكم في المشهد السياسي” جرى عبر منظومة انتخابية معيبة وتقطيع مجحف واستعمال مفرط للمال العام والخاص، الأمر الذي جعل العملية الانتخابية، في نظره، تبتعد عن روح التنافس الديمقراطي وتتحول إلى آلية لإعادة إنتاج نفس التوازنات.

واعتبر لشكر أن ما يحدث اليوم في الشارع يجب أن يقرأ كجرس إنذار، ودعوة إلى مراجعة شاملة للمنظومة السياسية والانتخابية، وليس كخطر أمني أو تهديد للاستقرار.

ودعا إلى فتح حوار وطني صادق مع الشباب حول التشغيل والتعليم ومستقبل المشاركة السياسية، محذرا من أن تجاهل صوتهم أو محاولة قمعه لن يؤدي إلا إلى تعميق الفجوة بين الدولة والمجتمع.

وقال في هذا السياق: “واحد من كل أربعة شباب مغاربة بين 15 و34 سنة عاطل عن العمل، فهل نحتاج إلى مزيد من الأدلة على أن هناك خللا في السياسات العمومية؟”.

كما دعا إدريس لشكر إلى إصلاح سياسي وانتخابي شامل يستجيب لتوجيهات الملك محمد السادس، مؤكدا أن أي حديث عن المستقبل لا يمكن أن ينجح دون إصلاح المنظومة الانتخابية التي كانت سبباً في اختناق الحياة السياسية.

كما شدد على ضرورة إعادة الاعتبار للإعلام الحر والنقابات والأحزاب كقنوات للتعبير عن المطالب الشعبية، قائلا إن “الاتحاد الاشتراكي ليس مجرد حزب سياسي، بل هو حاجة وطنية مستمرة. فإذا ضعف الاتحاد، ضعف الوطن”.

وشدد لشكر على أن الاتحاد الاشتراكي يعيش اليوم دينامية تنظيمية غير مسبوقة، إذ تمكن من عقد أكثر من سبعين مؤتمرا إقليميا في ظرف وجيز، في إشارة إلى حيوية الحزب واستعداده لمرحلة سياسية جديدة.

واعتبر أن هذه الحيوية هي “أفضل رد على من راهن على نهاية الاتحاد أو ضعفه”، مؤكدا أن الحزب الذي ولد من رحم الحركة الوطنية سيظل وفيا لتاريخه في الدفاع عن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *