الكلاب الضالة تغزو شوارع “هوليود إفريقيا”.. ورئيسا الجماعة و”حفظ الصحة” يتبادلان المسؤوليات

تشهد مدينة ورزازات في الآونة الأخيرة انتشارا مقلقا للكلاب الضالة التي باتت تجوب الشوارع والأحياء السكنية بشكل لافت، ما يصير مخاوف السكان وطرح تساؤلات حول غياب حلول ملموسة للحد من هذه الظاهرة التي تهدد السلامة الجسدية والصحية للمواطنين.
في وسط ساحة الموحدين، يتكرر مشهد مجموعات من الكلاب تتجول وتأخد استراحة أمام الساكنة وفي مشهد يعكس تقاعس المسؤولين عن محاربة هذه الظاهرة التي تسيء لصورة مدينة ورزازات هوليود أفريقيا.
كما تتجول قرب المؤسسات التعليمية والأسواق، وتهاجم المارة أحيانا في الصباح الباكر أو عند حلول المساء، وهو ما دفع الساكنة إلى دق ناقوس الخطر والمطالبة بتدخل عاجل من السلطات المحلية والمنتخبة.
وفي هذا السياق، قال حسن السمكاني، فاعل جمعوي بمدينة ورزازات، في تصريح لجريدة “العمق المغربي”، إن ظاهرة الكلاب الضالة في تزايد مستمر، وقد أصبحت تُقلق راحة الساكنة وتشكل مصدر خوف وتهديد لهم، ويبدو أنه لا توجد إرادة حقيقية لدى المسؤولين لإيجاد حل فعلي لهذا المشكل.
وأضاف: “هذه الكلاب لم تعد تخشى الناس كما في السابق، فيما أصبح بعض المواطنين يتعايشون مع الوضع رغم إدراكهم بأن الخطر ما يزال قائما، خاصة وأن حوادث المطاردة والهجوم تتكرر بين الفينة والأخرى، خصوصا خلال فترات الصباح”.
وأضاف المتحدث نفسه أن “مجموعة الجماعات المحلية لحفظ الصحة والسلامة سبق أن ناقشت الموضوع، وطرحت فكرة إنشاء مستودع خاص لجمع الكلاب وتعقيمها وإخضاعها لعملية الإخصاء للحد من تكاثرها، غير أن الحديث بقي حبيس الوعود ولم يُنفذ أي إجراء فعلي إلى حدود الساعة”، على حد قوله.
من جانبه، قال رئيس المجلس الجماعي لمدينة ورزازات، سعيد أفروخ، في تصريح مقتضب لـ“العمق المغربي”، إن الجماعة غير معنية بملف الكلاب الضالة منذ تأسيس مجموعة الجماعات لحفظ الصحة، ما يعني أن الاختصاص انتقل إداريا إلى هذه المؤسسة المشتركة.
في المقابل، أوضح رئيس مجموعة الجماعات لحفظ الصحة، سعيد أقداد، أن المادة 100 من القانون التنظيمي رقم 113.14 تنص على اتخاذ التدابير الضرورية لتفادي شرود البهائم المؤذية والمضرة، والقيام بمراقبة الحيوانات الأليفة، وجمع الكلاب الضالة ومكافحة داء السعار، وكل مرض آخر يهدد الحيوانات الأليفة.
وأضاف أقداد قائلا: “بعد إحداث المجموعة، طالبنا بإلحاق مكتب حفظ الصحة وموارده البشرية بنا لتسهيل العمل، لكن إلى حدود الساعة لم يوافق رئيس المجلس الجماعي على هذا الطلب، وبالتالي يبقى هذا الاختصاص تحت وصايته المباشرة”.
وبين تضارب تصريحات المسؤولين وتزايد شكاوى الساكنة، تبقى الكلاب الضالة تجوب شوارع ورزازات بلا رقيب، في انتظار أن تُحسم مسؤولية التدخل الميداني، وأن يُترجم التنسيق بين الجماعة والمجموعة إلى إجراءات ملموسة تحفظ أمن وسلامة المواطنين، وتصون جمالية المدينة وصورتها السياحية.
اترك تعليقاً