لأجل هذا ضغط ترامب لإيقاف الحرب على غزة

سأل صحفي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين 13 أكتوبر الجاري لدى وصوله للكنيست (برلمان كيان الاحتلال الإسرائيلي): هل انتهت الحرب رسميا، فأجابه: نعم انتهت الحرب.
لكن السؤال الذي لم يطرح؛ هو لماذا ضغط ترامب لكي تنتهي الحرب والإبادة الجماعية لغزة؟، هل تم ذلك لصحوة ضمير؟ أم رحمة بالشعب الفلسطيني؟
بالتأكيد لا.. إنما ضغط وسعى من خلال اتصالات دبلوماسية مع عدد من الدول لوقف العدوان على غزة، لإنقاذ الكيان وحكومته بعدما فشل بكل عتاده وقوته والدعم الذي حظي به في إخضاع الشعب الفلسطيني، رغم استشهاد 67 ألف فلسطيني من بينهم نساء وأطفال، فضلا عن آلاف الجرحى الدمار الشامل في البنى التحتية والمرافق وغير ذلك.
سعى ترامب لإيقاف الحرب، لأن عامين من الدعم الأمريكي المطلق للكيان الإسرائيلي سياسيا وعسكريا واستخباراتيا وكل أنواع الدعم، ولم يستطع تحقيق أهدافه، مما جعل شريحة واسعة داخل الشعب الأمريكي وحتى من طبقته السياسية والأكاديمية يطالبون في احتجاجات ضخمة بوقف العدوان وإيقاف دعم الكيان لأنه مضر بالولايات المتحدة وسمعتها..
وأظهرت استطلاعات رأي أمريكية تحول لافت في الرأي العام الأمريكي وتنامي التعاطف، والتضامن مع الفلسطينيين والسردية الفلسطينية على حساب تراجع التأييد والتأثر بالسردية الإسرائيليين خلال العامين الماضيين؛ وهي النتيجة التي وصلت إليها استطلاعات أجرتها شبكة “سي إن إن”، وصحيفة نيويورك تايمز مع جامعة كوينيبياك، ووكالة “رويترز” بالتعاون مع معهد “إبسوس”، ومركز “بيو” للأبحاث في واشنطن.
وكذلك الأمر في أوروبا، بدليل مئات المسيرات الاحتجاجية التي خرجت في كبريات العواصم الأوربية، والمزاج العام الأوروبي الشعبي الذي تغير لصالح القضية الفلسطينية جعل عددا من الدول تعترف بالدولة الفلسطينية وتتخذ إجراءات تعكس ذلك المزاج كما هو الحال بالنسبة لإسبانيا وهولندا والنرويج على سبيل المثال. بالإضافة إلى أسطول الصمود العالمي لكسرة الحصار عن غزة وكذلك أسطول الحرية وآثارهما.
لقد سعى ترامب لوقف العدوان، لأن موجة دعم دولية شعبية ورسمية واسعة تكبر يوما عن يوم داخل الغرب لصالح القضية الفلسطينية، والسردية الفلسطينية بعدما باتت الحقائق مكشوفة على الهواء مباشرة، وبات كيان الاحتلال معزول دوليا لدرجة أن رئيس حكومته؛ نتنياهو اضطر لإلغاء زيارته لمصر لحضور قمة شرم الشيخ أمس الثلاثاء بسبب اعتراض عدد من الدول على حضوره من بينها إسبانيا وجنوب إفريقيا وتركيا.
وذكرت وسائل إعلامية عبرية ” أن رسائل وصلت من دوائر قريبة من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الفلسطيني محمود عباس، أكدت أن الوقت غير مناسب لأي مصافحة أو لقاء علني مع نتنياهو”.
باختصار لقد فعل ترامب ما فعل لإنقاذ كيان الاحتلال الإسرائيلي من العزلة الدولية التي بات يعاني منها وباتت مؤشراتها أكبر من أن تحصى، وآخرها مباراة كرة القدم منتخب النرويج مع منتخب الكيان، حيث دوّت صيحات الاستهجان في أرجاء الملعب أثناء عزف نشيده، ورفعت أعلام فلسطينية كبيرة ولافتة مكتوب عليها “دعوا الأطفال يعيشون” .. مباراة كانت غزة وفلسطين عنوانها الأكبر.
اترك تعليقاً