مجتمع

“مجموعة العمل” تصف قرار أمريكا بـ”إعلان حرب” وتدعو لجنة القدس للرد

وصفت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، قرار الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها، بأنه “إعلان حرب مباشر وصريح ضد فلسطين وكل الأمة”، مطالبة منظمة التعاون الإسلامي “بالعمل الفوري والعاجل لعقد لجنة القدس واتخاذ القرار السياسي العملي بالرد على الخطوة بكل قوة عبر تفعيل الدعم المادي والسياسي للشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة في الداخل وفي الشتات، ووقف كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني، وكسر الحصار عن قطاع غزة”.

وأوضحت المجموعة التي تضم عدة هيئات مغربية تشتغل في مجال دعم للقضية الفلسطينية، أن نقل سفارة أمريكا إلى القدس خطوة “غير شرعية وعدوانية باعتبار كونها على أرض محتلة وفي ضيافة كيان استعماري عنصري وغير شرعي قام على التقتيل الجماعي والإرهاب والتهجير القسري ومصادرة الأراضي والاستيطان”، مشيرة إلى أن القرار ستستتبعه محاولة إضفاء الشرعية الدبلوماسية لاحتلال القدس في ذكراها الخمسين.

واعتبرت المجموعة في بلاغ لها، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، أن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة خطوة عدوانية جديدة ضد فلسطين والأمة العربية والإسلامية، تأتي في إطار الإجراءات التي تعتزم الإدارة الأمريكية بقيادة “ترامب” تنفيذها ضمن الوعود الانتخابية للرئيس الأمريكي وإمعانا في استفزاز مشاعر أزيد من مليار ونصف من المسلمين بالمزيد من محاباة ورعاية الكيان الصهيوني وتأمين الدعم المالي والعسكري والسياسي والدبلوماسي اللامحدود واللامشروط.

اقرأ أيضا: الملك يراسل ترامب بشأن نيته الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل

وأضافت أن الولايات المتحدة الأمريكية بإجراءاتها وسياساتها المتناغمة مع الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين، تضع نفسها في موقع العداء المعلن لكل الأمة العربية والإسلامية، بل وكل الإنسانية، بما يمثله هذا الكيان أمام الضمير الإنساني العالمي من عنوان للقتل والهمجية والعنصرية والاضطهاد، مجددة “الإدانة للإدارات الأمريكية المتعاقبة بشأن قضية فلسطين وكل قضايا الأمة الأخرى التي ارتكبت فيها أمريكا أبشع الجرائم من أفغانستان إلى العراق إلى لبنان والصومال واليمن والسودان وليبيا”.

واستنكر البلاغ بشدة “مواقف وسياسات الأنظمة العربية الرسمية بفعل التخاذل المزمن الذي طبع تعاملها المستمر مع قضية فلسطين والقدس وبفعل تواطئها التطبيعي الذي أصبح يتخذ مظاهر خيانية معلنة بحق الشعب الفلسطيني ومقاومته الصامدة”، لافتا إلى أن “شعوب الأمة وعلى رأسها الشعب الفلسطيني مدعوة اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، إلى الالتحام والتعبئة الشاملة على خط المقاومة وتفعيل كل الوسائل الممكنة للدفاع عن وجود الأمة من خلال عنوان القدس وفلسطين، وذلك بالتحالف مع الأحرار في العالم”.

اقرأ أيضا: المغرب: اعتراف أمريكا بالقدس عاصمة لإسرائيل قرار خطير سيغذي العنف والتطرف

وتابعت المجموعة بالقول: “إننا وعلى الرغم من كل الملاحظات على عمل فعالية المؤسسات الرسمية، فإننا نطالب بشدة منظمة التعاون الإسلامي بالعمل الفوري والعاجل لعقد لجنة القدس واتخاذ القرار السياسي العملي بالرد على الولايات المتحدة الأمريكية بكل قوة عبر تفعيل الدعم المادي والسياسي للشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة في الداخل وفي الشتات، ووقف كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني وكسر الحصار عن قطاع غزة وذلك في إطار استعادة المبادرة باتجاه استراتيجية تحرير حقيقية تصحح المسار والبوصلة”.

يأتي ذلك بعدما دعا الملك محمد السادس، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى “الإحجام عن كل ما من شأنه المساس بوضع القدس السياسي القائم”، قبل أن يتصل بالرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن متضامنا ومشددا على تنسيق المواقف.

جاء ذلك في بلاغين منفصلين نشرهما الديوان الملكي، مساء اليوم الثلاثاء، ساعات بعد إبلاغ الرئاسة الأمريكية نظيرتها الفلسطينية رسميا بعزم واشنطن نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس المحتلة.

اقرأ أيضا: ترامب يتحدّى العالم ويقرر الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها

وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، اليوم الثلاثاء، إن الرئيس دونالد ترامب أبلغ “القادة العرب والإسرائيليين أنه يعتزم الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل”، مضيفة أن ترامب سيعلن عن هذا الموقف غدا الأربعاء.

واستنكرت المملكة المغربية بشدة، وعبرت عن قلقها العميق، لقرار الولايات المتحدة الأمريكية، محذرة من أن “هذا التوجه، بالنظر إلى خطورته الاستثنائية، قد يهدد أمن واستقرار منطقة تعمها أصلا حالة متقدمة من الاحتقان والتوتر، ويزيد من تأجيج مشاعر الغضب والإحباط والعداء وتغذية مظاهر العنف والتطرف”.

وأوضحت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في بلاغ لها، مساء اليوم الثلاثاء، أن المملكة المغربية تحذر من أن إسرائيل قد تتخذ من هذه الخطوة ذريعة أخرى للمضي قدما في سياسة التهويد الممنهج للمدينة المقدسة وطمس معالمها الدينية والروحية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *