وجهة نظر

رعاية حاسة نقد الدولة..!

تُؤتي الأخطاء المتكررة للدولة ثمارها، لا مِن جهة الاستفادة من عدم تكرارها في أكثر من نازلة اجتماعية في السنوات الأخيرة؛ وإنما في توظيف المجتمع العميق لها، وقَلْب نواتجها على الدولة؛ سخريةً، واستهتاراً، ونَقداً لاذِعا.

فالسياسة الحقيقية هي سياسة الحقيقة، ومعالجة الإشكالات بعَقلٍ منفتح مستوعِب، وإنهاء الأزمات بعلاجات شاملة لا ترقيعية، تستجلب المصالح (مصالح الطلبة/المجتمع/الحركات الاحتجاجية…) وتدفع المفاسِد وإنْ بالتضحية بوزير أو إثنين، فشِلا في تدبير قطاعيهما، وأوْرَدا الحكومة والدولة مورِداً ضيِّقا.

ففي عالمٍ متغيِّر؛ تتغير معه سيكولوجيا الجماهير بوتيرة رهيبة، وتتطوّر فيه أساليب الاحتجاج والتَّمَسخُر والنقد اللاذع للدولة؛ يتطلّب الأمر من هته الأخيرة بذل كبيرِ الجهد لعدم الوقوع في أيّ تصريح أو بلاغ أو “حالة سياسية” تُوتِّر الأجواء وتُنعِش منسوب الرّفض المجتمعي وتُنشِّط نزوعات السخرية وحاسة النّقد المدنية. كما يتطلب الأمر من جهة أخرى؛ الوعي بالطبيعة والوظيفة الأصلية للحركات الاجتماعية _ لا سيما إن كانت مُعارِضة _ باعتبارها تَنشُط أكثر، وتحتضنُ أكثر خطابَ الاحتجاج وملف المطالب ومختلف المعارك الفئوية ضد سياسة الدولة في قطاع معين، أو تدبيرها لملفٍّ ما، أو سَنُّها لإصلاح جوبِه بالاعتراض والرّفض..، ومنه يصير من غير المنطقي اتهامُ (جماعةٍ) أو (حركة) بما ليست مسؤلة عنه أو هي مسؤولة عنه، لأن الطبيعة تأبى الفراغ، والجماهير تنقاد لمن يؤطِّر ويلتحِم بقضاياها العادلة ويترافع عنها مدنيا وميدانيا، ولأنَّ من طبيعة هته الجماعات والحركات أنْ تمارِس حقوقها الطبيعية في “المعارضة” واستثمار فُرص الاحتجاج المدني ضد بعض السياسات العمومية في قطاع أو مجال حيوي، وقيادة دفاتر مطالب بعض المعارك الوطنية.

نضالٌ مستمر من أجل مغرب العدالة والكرامة والمعرفة.. نضال مستمر حتى تحقيق المطالب المشروعة.. نضال مستمر في سبيلِ تعليمٍ جامعي يليق بشعبنا الكريم، وصحّة كالتي نستحق.. نضال مستمر إلى جانب الفعاليات والتنسيقيات الوطنية المسؤولة والجادّة.. نضالٌ مستمر من أجل مجتمع مدني قوي، ناقد، وفاعل ومشاركٌ في سيرَورة الدَّمقرطة والتغيير.

تحية للتنسيقية الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطبّ الأسنان؛ وما ضاع حق وراءه طالب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *