سياسة، منوعات

الوديع يستحضر قصة السرفاتي للرد على تخلي الزفزافي عن الجنسية

اختار الفاعل الحقوقي، صلاح الوديع، الرد على خطوة ناصر الزفزافي و5 من معتقلي حراك الريف بإعلانهم التخلي عن الجنسية المغربية وإسقاط “رابط البيعة”، باستحضار قصة المناضل المغربي إبراهيم السرفاتي.

وكتب الوديع، أمس السبت، تدوينة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، عنونها بـ”مغربيٌّ حتى النخاع، رغم أنف الجميع: المناضل المغربي أبراهام السرفاتي في ذاكرتي هذا اليوم”.

وأضاف قائلا: “يوم 24 غشت من كل سنة له عندي خصوصية لا شبيه لها. إنه اليوم الذي غادرتُ فيه السجن المركزي منذ 35 سنة بالتمام والكمال”، مضيفا “لا زلت أذكر وجوه رفاقي ودموع فرحهم وأنا أودعهم واحدا واحدا”.

واستطرد الوديع بالقول: “كان وجه رفيقي إدريس بويسف الركاب هو آخر من ودعني وأسلمني لعالم الحرية الجديد بعد كل سنوات السجن. غير أن الوجه الذي لن أنساه ما حييت هو وجه رفيقي الراحل أبراهام السرفاتي”.

وتحدث الوديع عن أبراهام السرفاتي الذي وصفه بـ”المناضل الأممي المغربي اليهودي”، حيث قال: “لا زالت ضحكته الطفولية المجلجلة ترن في أذني. لا زالت تحيته وهو يشير بيده التي أعطبتها آلة التعذيب الجهنمية عالقة بذهني. ولا أظنه كان فرحا إلى هذه الدرجة إلا لأنه كان يعلم كم وَقَفْنَا في وجه كل محاولات تركيعنا طوال سنوات السجن الطويلة”.

بعد الإفراج عنِّي ضمن من أُفرج عنهم صيف 1984، يضيف المصدر ذاته، “واصل من تبقى من المعتقلين نضالهم من وراء القضبان ومن ضمنهم أبراهام، غير أن ذكاء الآلة القمعية حينذاك تفتق عن فكرة حسبَتْ نفسها جهنمية، وهي إنكار مغربية أبراهام”.

وزاد، “قيل ساعتها أن أبراهام ليس إلا برازيليا متسترا بيننا منذ زمن وأن من باب رد الأمور إلى نصابها أن يعود هو إلى “وطنه” الحقيقي. وهكذا تم نفيه إلى فرنسا. وحين التقيته في فيينا في يونيو من سنة 1993 بمناسبة المؤتمر العالمي لحقوق الإنسان، تحدث لي عنْ مغربيته التي لا مساومة فيها، وعن إصراره الذي لا يحد على أن يكافح إلى آخر رمق في روحه الرائعة ضد القرار الأخرق بإسقاط جنسيته المغربية”.

وبحسب الوديع “لم يكن أبراهام مناضلا أمميا متشبثا بمغربيته فحسب، بل كان من أبرز المساندين للنضال الفلسطيني في العالم”، مضيفا أنه “حين عاد أبراهام من منفاه سنة 1999 إلى بلاده ووطنه معززا مكرما كنت ضمن أول مستقبليه هو والمناضلة الراحلة كريستين التي وهبت السنين الطوال من حياتها للمغرب بلد زوجها أبراهام، المغرب الذي أصبح وطنها الثاني”.

كان أبراهام يومها فرِحا متفائلا كعادته، يقول صلاح الوديع، مضيفا “فرِحا بعودته إلى وطنه، هو الذي – ومنذ شبابه الأول – وهبه كل شيء ولم يمُنَّ عليه بشيء، مرورا بكهولته وشيخوخته التي عرفت الراحلة كريستين كيف ترعاها إلى آخر رمق من حياة الحب والنضال التي كانت مأواهما الممتع”.

وختم تدوينته بالقول: “كان وهو يضحك ضحكته الرائعة المجلجلة في استقبال رفاقه، وكأني به يردد شعر أحمد شوقي:وطني لو شُغِلْتُ بالخلد عنهُ….. نازعتني إليه في الخلد نفسي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *