آخر أخبار الرياضة

جمع عام ماراثوني للوداد الرياضي.. مصادقة بالإجماع وتأجيل الحسم في ملف الشركة الرياضية

عاش نادي الوداد الرياضي ليلة استثنائية مساء الاثنين، حيث امتدت أشغال جمعه العام العادي لتسع ساعات كاملة، في واحدة من أطول الجلسات التي عرفها الفريق في السنوات الأخيرة.

وانطلقت الجلسة في حدود الساعة الثامنة مساء واستمرت حتى الخامسة فجرا، مما يعكس حجم النقاشات والرهانات الكبيرة التي تواجه النادي.

وخلال هذا الجمع العام، صادق المنخرطون بالإجماع على التقريرين الأدبي والمالي، وهي خطوة وصفت بالتاريخية بالنظر إلى الإجماع غير المسبوق الذي طبع المداولات.

وحسب تصريحات متفرقة لمنخرطي نادي الوداد الرياضي، فإن هذه المصادقة بالإجماع تجسد حالة من الانسجام والتوافق داخل أسرة الوداد، وهو ما يعطي إشارات إيجابية حول وحدة الصف الداخلي للنادي العريق.

ورغم هذا التوافق، ظل ملف الشركة الرياضية نقطة خلافية لم يتم الحسم فيها بعد، حيث تقرر تأجيل مناقشته إلى جمع عام استثنائي يُرتقب عقده خلال الأسابيع المقبلة.

وأكد المنخرطون أن هذا التأجيل لم يكن انسحابا من مناقشة الموضوع، بل رغبة في تعميق النقاش وتدارس كل الجوانب القانونية والعملية المرتبطة به، خاصة أنه يمثل محطة مفصلية في مستقبل تسيير الأندية المغربية بعد دخول الإصلاحات الجديدة حيّز التنفيذ.

وفي هذا السياق، أكد هشام أيت منا، رئيس نادي الوداد الرياضي، أن النقاش خلال الجمع كان “بنّاء ومسؤولا”، مشددا على أن المصادقة بالإجماع على التقريرين الأدبي والمالي تعكس قناعة مشتركة لدى جميع المنخرطين بحصيلة الموسم المنصرم.

وأضاف أن المكتب المسير يحرص على أن تكون القرارات نابعة من توافق جماعي، معتبرا أن تأجيل الحسم في ملف الشركة الرياضية جاء بدافع الحرص على الوضوح وتفادي أي ارتجالية.

ويرى مراقبون رياضيون أن الخطوة التي أقدم عليها المكتب المسير تعكس دينامية جديدة في تدبير شؤون الفريق، حيث يتم التركيز على إشراك المنخرطين في اتخاذ القرارات الكبرى، وضمان نقاش مفتوح حول الملفات الإستراتيجية.

وعرف الجمع العام حضور الكاتب العام السابق لنادي الرجاء الرياضي، خالد فاكرني، ممثلا للعصبة الوطنية الاحترافية، وكونه أيضا نائبا لرئيس المجلس عبد السلام بلقشور.

وأكد محمد طلال، المنخرط بنادي الوداد الرياضي، أن الجموع العامة للأندية الرياضية غالبا ما تشهد نقاشات حادة وخلافات، سواء بين الرئيس والمنخرطين أو بين المنخرطين فيما بينهم، موضحا أن هذا الأمر يعتبر طبيعيا و”جاري به العمل” في مختلف التجارب الجمعوية والرياضية، بالنظر إلى تباين وجهات النظر واختلاف القراءات حول تدبير الشأن الرياضي.

وأوضح طلال، في تصريح لجريدة العمق المغربي، أن نادي الوداد الرياضي اعتاد أن يكون نموذجا في كيفية تدبير مثل هذه المحطات، مضيفا: “الوداد يقدم دائما دروسا في إدارة الجموع العامة، وذلك من خلال إرساء قواعد الديمقراطية، وترسيخ مبدأ الشفافية، وضمان النزاهة في مختلف مراحل النقاش والتصويت”.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن النقل المباشر لأشغال الجمع العام يُعد مؤشرا واضحا على حرص المكتب المسير للنادي على إتاحة المعلومة أمام الرأي العام الرياضي والودادي على حد سواء، باعتباره آلية تعزز الثقة وتبعد الشبهات عن طريقة تدبير القضايا المطروحة للنقاش، خاصة في ظل الجدل الذي يرافق مثل هذه المناسبات.

وبخصوص مضامين الجمع العام الأخير، أبرز طلال أن اللقاء تميز بـ عرض التقريرين الأدبي والمالي أمام المنخرطين والمصادقة عليهما بالإجماع، وهو ما يعكس ـ حسب رأيه ـ تماسك مكونات النادي وقدرتها على تغليب المصلحة العامة للفريق على الخلافات الجزئية.

كما توقف طلال عند النقطة المرتبطة بملف إحداث الشركة الرياضية للوداد، حيث جرى طرحه للنقاش دون أن يتم الحسم فيه، موضحا أن المكتب المسير فضّل تأجيل اتخاذ القرار النهائي إلى مرحلة لاحقة، حتى يتسنى إعداد الأرضية القانونية والتنظيمية الكفيلة بإنجاح هذا الورش الاستراتيجي، الذي يعتبر شرطا أساسيا لمواكبة التحولات الجارية في منظومة الاحتراف الكروي بالمغرب.

وختم طلال تصريحه بالتأكيد على أن الوداد الرياضي ظل وفيا لصورته كأحد أكبر الأندية الوطنية، ليس فقط على مستوى الإنجازات الكروية، وإنما أيضا من خلال التزامه بآليات الحكامة الرشيدة في تدبير مؤسساته الداخلية، ما يعزز مكانته كمرجع للأندية الأخرى في الساحة الوطنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *