يحياوي: حساسية المرحلة تفرض على البيجيدي تقليصا ذاتيا لمشاركته بالانتخابات

اعتبر مصطفى يحياوي، أستاذ الجغرافيا السياسية والاجتماعية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن “دفع البيجيدي إلى الإيمان بضرورة تحكمه “ذاتيا” في صبيب تنخيبه الانتخابي، فرصة لخلق توازن “مشروع” للخريطة الانتخابية تفرضه حساسية المرحلة”.
يحياوي الذي كان يتحدث أمس في ندوة حول “أي شروط سياسية وقانونية من أجل تكريس الخيار الديمقراطي بالمغرب: قراءة في مذكرة حزب العدالة والتنمية”، أشار إلى أن تقليص البيجيدي لمشاركته في الانتخابات “هو أيضا فرصة للحزب لإجراء تقييم جدي لمسار إنتاجه لنخب سياسية مناضلة ذات قدرات قيادية ملاءمة لما تفرضه المسؤولية العمومية من تجرد على التراتبية المقدرة على تصور مغلق للتنظيم”.
وأوضح في مداخلته خلال الندوة التي نظمتها الكتابة الجهوية للبيجيدي بجهة الرباط سلا القنيطرة، أن هناك صعوبة جدية في تثبيت مبدأ التنافس وتعزيز إمكانية وقيم الشرعية الانتخابية، بسبب تنافر قيمة الممارسة السياسية للأحزاب، وتعقد مصالحها المعلنة والمبهمة.
وبحسب يحياوي، فهذا “ما يحتمل علينا أن ننظر بشيء من التشاؤم حول مآل الفكرة المجردة للمساءلة في العملية الانتخابية والقيم المرتبطة بالمنافسة الهادفة لتزكية البعد الجماهري في الاشتغال السياسي للأحزاب”.
وأبرز المتحدث، أننا “أمام واقع وسياق اجتماعي واقتصادي يفرض قراءة مختلفة تماما عن تلك المعتمدة في 2015-2016، حيث التحدي الوحيد الذي راهنت عليه آنذاك مجموعة من الفرقاء الأساسيين في المشهد الحزبي، هو قطع الطريق على البيجيدي لكي لا يفوز بولاية تشريعية ثانية”.
ففي اعتقادي، يضيف يحياوي “الأمر لم يعد ممكنا في السياق الحالي الذي قدمت بعض ملامحه أعلاه، لأن البيجيدي، بغض النظر عن الموقف الإيديولوجي من أرضيته السياسية المحافظة، ومن التماس الواضح في اشتغاله الجماهري بين ما هو دعوي وبين ما هو سياسي، أصبحت الحاجة إليه ضرورية لتخفيف مخاطر النهاية الكارثية للسياسة الحزبية في المغرب. فهو ما يزال يعتبر الحزب الأكثر تنظيما الذي يحافظ على تأطير دوري في جغرافية القرب الاجتماعي”.
وسجل أستاذ الجغرافيا السياسية والاجتماعية “وجود احتمال انفراج سياسي يجعل من السنة المقبلة لحظة معاودة مسار الإصلاح السياسي الذي تأسست عليه بداية العهد الجديد”، مشيرا إلى أن “واقعية خطاب ثورة الملك والشعب لهذا العام وربطه نسقيا بخطاب العرش لسنة 2007، يتجه نحو أفق استراتيجي لن يستغني فيه الملك على إرادته السياسية في الحسم بشأن مصداقية المسلسل الانتخابي”.
هذا الأمر، بحسب يحياوي “يجعل البيجيدي أكثر اطمئنانا لورش التحضير للانتخابات المقبلة”، لافتا إلى أن “الملك يهيئ لإقلاع جيل جديد من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية تربط عضويا المسار الديمقراطي بالمسار التنموي، وينتظر من الأحزاب تفاعلا إيجابيا وسريعا مع هذا التصور”.
اترك تعليقاً