رجاء.. تلميذة تطوانية شغوفة بالقراءة فازت بمسابقات وطنية وتطمح لتصبح كاتبة وبطلة رياضية (فيديو)

“القراءة هي الوسيلة الوحيدة التي ستجعلنا نرفع علمنا في القمة، وشعاري في الحياة هو: أنا أقرأ إذن أنا موجودة”، هكذا تلخص التلميذة رجاء احديشة (14 عاما) رؤيتها للقراءة التي تعشقها منذ نعومة أظافرها، وهو العشق الذي جعلها تتبوأ كثيرا من المسابقات المعرفية وتحتل المركز الأول وطنيا في أحسن تقديم للرواية العجائبية.
رجاء التي تدرس بإعدادية الفراهيدي العمومية بتطوان، كشفت لجريدة “العمق” أنها قرأت أزيد من 200 كتاب كلها عبر الهاتف، نظرا للوضع المادي لأسرتها الذي لا يسمح لها باقتناء الكتب، وهو ما كان له انعكاس سلبي على صحتها، إذ تتمنى التلميذة أن تحظى بدعم من طرف وزارتي التعليم والثقافة لتتمكن من شراء الكتب.
تقرأ التلميذة التطوانية في مجالات عدة، فكريا واجتماعيا وفلسفيا وعلميا، مشيرة إلى أنها تحاول أن تعرف شيئا من كل شيء، لافتة إلى أن المجال المحبب أكثر لديها هو الفلسفة، “نظرا لأن الغاية الأساسية من القراءة هو التفكير، هذا الأخير يعتبر عمود الفلسفة، وبالتالي الفلسفة هي عمق القراءة”، وفق تعبيرها.
تقول رجاء: “القراءة بالنسبة إليَّ سيرورة متوازية ومتداخلة لفهم النفس ولتشكيل رؤية للعالم، فالقراءة تهذيب للروح لأنها تسمو بها وتنتزعها من حظيظها الحيواني، وهي بالنسبة لي مثل مغارة علي بابا لما تحويه من كنوز وذخائر عظيمة، لكنها مغارة لا يلجؤها السارقون بل طلاب العلم الذين يريدون امتلاك متعة العالم من خلال امتلاك المعرفة”.
تكشف رجاء أن من بين الكتاب المفضلين لديها، الكاتبة المصرية حنان لاشين، موضحة أنها “توصل الفكرة بأسلوب غير مباشر، ولديها فكرة رائعة في سلسلتها مملكة البلاغة، وهي أن الكتب حية، وقد آمنتُ بهذه الفكرة وأصبحت أحس بالكتب كأنها صديق حقيقي عندما ألمس أوراقها أحس بشعور لا يوصف حقا”، مضيفة أن الكاتبة الشهيرة جي كي رولينغ من المفضلين لديها أيضا.
شاركت التلميذة احديشة في عدة مسابقات في القراءة، محليا وجهويا ووطنيا، منها الجائزة الوطنية للقراءة التي تأهلت فيها للإقصائيات الجهوية، وتحدي القراءة العربي، إلى جانب مسابقة شبكة القراءة التي تُوجت فيها بالمركز الأول وطنيا في أحسن تقديم للرواية العجائبية.
القراءة دفعت رجاء إلى اكتساب مهارة جديدة، فقد خاضت التلميذة أول تجربة في الكتابة من خلال قصة “ذات الشعر الأسود”، مشيرة إلى أنها استمتعت بهذه الخطوة وتطمح إلى نشر روايتها في القريب العاجل، قائلة: “اكتسبت مهارة الكتابة من القراءة، لأن صوتي قد يضيع لكن حرفي سيظل خالدا للأبد”، على حد قولها.
تشير المتحدثة إلى أن القراءة ساهمت في تطوير مستواها الدراسي، وهو ما جعلها تحصل على المراكز الأولى على مستوى قسمها ومؤسستها عبر معدلات عالية في مختلف المواد العلمية والأدبية.
وبالموازاة مع القراءة، تمارس رجاء رياضة التيكواندو، إذ شاركت في عدة مسابقات محلية وجهوية، “لكن للأسف بسبب وضعي المادي لم أستطيع المشاركة في بطولات وطنية”، حسب تعبيرها.
وتطمح التلميذة التطوانية إلى أن تصبح طبيبة في جراحة الدماغ والأعصاب لتعالج كل من يعانون من هذا المرض، وعلى رأسهم والدتها، تقول في هذا الصدد: “أرى المعاناة التي يمر بها هؤلاء المرضى، وأتمنى ألا يُصاب أي شخص آخر بعد والدتي”، كما تطمح أن تصبح كاتبة وروائية معروفة وبطلة في التيكواندو.
اترك تعليقاً