مجتمع

طلبة بدون مأوى بسبب إغلاق الأحياء الجامعية.. وبرلمانيون يسائلون الوزير

يعيش مجموعة من الطلبة الجامعيين المنحدرين من مدن غير التي توجد بها الجامعات التي يدرسون بها، وضعية صعبة بسبب الاستمرار في إغلاق الأحياء الجامعية جراء تداعيات فيروس “كورونا”، حيث مازال عدد من الطلبة يجد مشاكل في إيجاد مأوى في ظل ارتفاع أسعار الكراء.

ووفق ما عاينته جريدة “العمق” فقد تضاعفت أسعار الكراء الموجه إلى الطلبة الجامعيين، في بعض المدن مثل مراكش، مرتين أو أكثر هذه السنة مقارنة مع السنة الماضية، فيما اضطر عدد من الطلبة الرفع من عدد القاطنين في الغرفة من أجل التغلب مشكل الغلاء.

وبالرغم من تقديم الوزارة الوصية سابقا مجموعة من الوعود من أجل إيجاد حل سريع للحد من هذا المشكل، غير أنه وبعد انقضاء ما يقارب نصف السنة الدراسية الحالية، مازلت أوضاع الطلبة الذين يفترض فيهم الاستفادة من الحي الجامعي كما هي عليه.

وفي هذا الصدد، ساءل البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة محمد أشرور الوزير الوصي على القطاع عن الوضعية وعن الإجراءات التي سيتخذها لإيجاد الحلول البديلة للتخفيف من معاناة الطالبات والطلبة المتضررين من إغلاق الأحياء الجامعية.

وقال أشرورو في سؤاله الكتابي إن “استمرار إغلاق الأحياء الجامعية في مختلف مدن المملكة خلف حالة من لتذمر والاستياء في صفوف الطالبات والطلبة وذويهم، خاصة الذين يقطنون بعيدا عن المدن الجامعية، وكذا طالبات وطلبة المعاهد والكليات ذات الاستقطاب المحدود الذين يتابعون دروسهم بشكل حضوري”.

وأضاف أن أغلب هؤلاء الطلبة “وجد نفسه بدون مأوى أمام ارتفاع تكاليف الكراء والمعيشة التي أثقلت كاهلهم، وهو ما يهدد بعضهم بالتخلي عن متابعة دراساتهم الجامعية، وبالتالي فتح الباب على مصراعيه أمام ارتفاع نسب الهدر الجامعي”.

في السياق ذاته، سبق للفريق الاشتراكي أن وجه سؤالا شفويا إلى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، حول استمرار إغلاق الأحياء الجامعية.

وتساءل الفريق، في نص السؤال الذي اطلعت “العمق” على نسخة منه، عن “الإجراءات والتدابير التي ستتخذها الوزارة لإعادة فتح الأحياء الجامعية في وجه الطلبة، وإن كانت هناك حلول بديلة لإعادة فتحها على الأقل في وجه الطلبة البعيدين عن مدنهم الأصلية وطلبة المعاهد والكليات ذات الاستقطاب المحدود.

وقال الفريق، إن قرار استمرار إغلاق الأحياء الجامعية المتخذ ضمن تدابير احتواء فيروس كورونا، تسبب في أزمة لآلاف الطلبة المغاربة الذين وجدوا أنفسهم بدون مأوى مع انطلاق الدروس الحضورية بمجموعة من الكليات والمعاهد التابعة للجامعات المغربية.

وأشار، إلى أنه بالقدر “الذي نتفهم فيه إغلاق الأحياء الجامعية في وجه الطلبة خوفا من انتشار الفيروس، فإننا في الوقت ذاته لم نعي بعد، استمرار إغلاقها في وجه الطلبة البعيدين عن مدنهم الأصلية وطلبة المعاهد والكليات ذات الاستقطاب المحدود لاسيما مع انطلاق الدروس الحضورية”.

واعتبر الفريق، أن ذلك، يضيع على الطلبة فرصة متابعة “دروسهم ويهددهم بالتخلي عن متابعة دراستهم العليا ويزيد من معاناة أسرهم بسبب أثمنة الكراء المبالغ فيها”.

وفي تفاعل مع الموضوع، سبق للوزير المنتدب لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي،إدريس اعويشة، أن صرح أمام أعضاء مجلس المستشارين مطلع شهر دجنبر الماضي، أن المكتب الوطني للأعمال الجامعية الاجتماعية والثقافية يعمل على إيجاد حلول مناسبة لتوفير وجبات محمولة خاصة للطلبة الملزمين بالحضور للمؤسسات الجامعية قصد متابعة الأعمال التطبيقية.

وأوضح الوزير خلال الجلسة الأسبوعية للأسئلة الشفوية اليوم الثلاثاء 8 دجنبر الماضي، بمجلس مستشارين، أنه بسبب الجائحة تم إرجاء فتح الأحياء الجامعية والمطاعم، بتنسيق مع السلطات الصحية المختصة لحين تحسن الحالة الصحية للبلاد.

وأبرز اعويشة، أن الجائحة أملت إغلاق الأحياء الجامعية بشكل مؤقت، لافتا إلى أن أغلب الدول اعتمدت التعليم عن بعد في الفصل الأول، باستثناء الأعمال التطبيقية.

وأشار، إلى أن جل الغُرف بالأحياء الجامعية تأوي أكثر من 4 طلاب في الغرفة، إن لم تكن 6 في بعض الأحيان، مشددا على أن فتح الأحياء الجامعية وفق البرتوكول الصحي الذي أعدته وزارة الصحة يحدد عدد الطلبة القاطنين بها في طالبين في كل غرفة، مما يشكل صعوبة في المعاير المعتمدة في انتقاء المستفيدين، ولازلنا ننتظر ظروف أفضل لفتح الأحياء الجامعية.

وأفاد اعوشية، أن الوزارة بتنسيق مع المكتب الوطني للأعمال الاجتماعية اتخذت كافة التدابير لفتح المطاعم والأحياء واستقبال الطلاب في أحسن الظروف، باعتماد منصة إلكترونية لاقتناء المستفيدين من السكن، وتعميم بطاقة إلكترونية للاستفادة من الإطعام، وزيادة الطاقة الاستيعابية للإيواء بالأحياء الجامعية، عبر فتح حيين جامعيين جديدين بأكادير وتطوان وتوسيع الحي الجامعية بالرشيدية، واستكمال أشغال بناء 4 أحياء جامعية  بكل من الناظور وتازة والقنيطرة والرباط، وإطلاق بناء 4 أحياء جامعية جديدة بكل من الحسيمة والمحمدية وفاس وسطات، وتوقيع 14 اتفاقية سنة 2020 مع الخواص لبناء إقامات جامعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *