سياسة

رسميا .. إسبانيا تقرر تمديد إغلاق معبري سبتة ومليلية لـ15 يوما

قررت الحكومة الإسبانية، اليوم السبت، رسميا، تمديد إغلاق الحدود البرية لسبتة ومليلية المحتلتين مع المغرب لمدة 15 يومًا، بعدما سينتهى مفعول سريان قرار التمديد السابق منتصف ليلة اليوم (30 أبريل 2022).

ونشرت الجريدة الرسمية لإسبانيا، اليوم السبت، قرار تمديد إغلاق الحدود البرية لسبتة ومليلية من الساعة 12:00 ظهر فاتح ماي، إلى غاية الساعة منتصف النهار من 15 ماي، مشيرة إلى أنه يمكن تعديل القرار إذا تغيرت الظروف، بشرط نشره في الجريدة الرسمية.

وبرَّر القرار الجديد المنشور في الجريدة الرسمية للدولة الإسبانية، سبب هذا التمديد إلى استمرار المشاورات مع المغرب حول الآليات والإجراءات التي سيتم من خلالها التحكم في إعادة فتح المعابر مستقبلا، وفق بلاغ لوزارة الداخلية الإسبانية.

وأفاد البلاغ بأن مجموعات العمل الإسبانية المغربية التي تم إنشاؤها بموجب الاتفاق الذي توصل إليه الملك محمد السادس ورئيس الحكومة بيدرو سانشيز، ستواصل في هذه الفترة اجتماعاتها لتدارس تفاصيل إعادة فتح الحدود المغلقة منذ 13 مارس 2020.

وبحسب الوزارة، فإن العمل متقدم جدًا في هذا الصدد، حيث يتم التخطيط لإعادة فتح المعبرين بشكل تدريجي مع مراعاة جميع الضمانات على مستوى السلامة والتدابير الأمنية، كما أوضحت الداخلية أنها عززت قوات الشرطة الإسبانية في كل من سبتة ومليلية.

ومن المرتقب أن يجتمع وفدان من المغرب وإسبانيا، يوم الخميس 5 ماي المقبل في الرباط، للإعداد لعملية عبور “مرحبا 2022” المعلقة منذ 2020، كما ستعقد مجموعة العمل المعنية بالهجرة لقاءً لها،  يوم الجمعة 6 ماي، بالعاصمة المغربية أيضا.

تأكيدات بإعادة الفتح

يأتي ذلك بعدما قال وزير الداخلية الإسباني، “فرناندو غراندي مارلاسكا”، أمس الجمعة، إن إعادة فتح الحدود البرية لسبتة ومليلية مع المغرب سيكون “وشيكا”، مشيرا إلى أنه لا يوجد موعد محدد لاستئناف حركة الأشخاص والبضائع “تدريجيا”.

وقبل أسبوع، صرح نفس الوزير الاسباني، أن فتح الحدود البرية مع المغرب من خلال معبري سبتة ومليلية سيكون قريبا وبشكل تدريجي، وذلك بعد تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.

وقال مارلاسكا في تصريحات للصحفيين، إنه بعد استئناف الرحلات البحرية بين موانئ المغرب وإسبانيا، يعمل فريق مشترك على فتح “الحدود البرية” بين البلدين على مستوى سبتة ومليلية.

وأوضح أن العلاقات بين إسبانيا والمغرب هي علاقات استراتيجية، مشيرا إلى أنه على الرغم من وجود “خلافات صغيرة قد انتهت بالفعل، فإن ما هو ضروري اليوم هو ما يتم بلورته بين شريكين استراتيجيين من علاقات تطبعها الثقة والمصداقية.

احتجاجات 

وشهدت مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، قبل أسبوعين، احتجاجات أمام المعبرين الحدودين مع الفنيدق وبني أنصار، للمطالبة بفتح الحدود المغلقة منذ أزيد من سنتين، وذلك بعد انتشار أنباء عن فتح المعبرين، كما عرفت الشواع المؤدية للمعبرين إطلاق مجموعة من السيارات للمنبهات كشكل احتجاجي.

وبعد زهاء ساعة من التظاهر، تدخلت الشرطة الإسبانية لتفريق المحتجين بالمدينتين، كما تم إغلاق جميع المنافذ المؤدية إلى المعبرين مخافة توافد المزيد من المتظاهرين.

جاء ذلك في أعقاب تداول تقارير إعلامية تفيد بفتح الحدود البرية بين المغرب وإسبانيا على مستوى سبتة ومليلية المحتلتين، واستئناف حركة مرور الأفراد على معبري سبتة وبني أنصار.

غير أن مصدرا مسؤولا بالمغرب، أوضح لـ”العمق” أن ما أثير في شأن قرار استئناف حركة الأفراد على مستوى معبري باب سبتة وبني أنصار، ابتداء من يوم الخميس 14 أبريل 2022، لا أساس له من الصحة.

عمال سبتة ومليلية

ويترقب آلاف العمال المغاربة الذين كانوا يعملون بشكل قانوني في سبتة ومليلية، فتح الحدود البرية من أجل عودتهم إلى أنشطتهم بالمدينتين المحتلين، فيما ينتظر مئات آخرون ممن ظلوا عالقين هناك، فتح الحدود من أجل العودة إلى ذويهم.

وبحسب أرقام غير رسمية، فإن أزيد من 5000 عامل قانوني كانوا يشتغلون في مليلية، إلى جانب 3600 في سبتة، توجد ضمنهم أعداد كبيرة من النساء المعيلات لأسرهن، حيث لم يستفيدوا من أي دعم مرتبط بجائحة كورونا من المغرب أو إسبانيا خلال فترة توقفهم عن أعمالهم على غرار فئات أخرى.

ويتوفر هؤلاء العمال على عقود عمل قانونية بسبتة ومليلية، وعلى رأسها بطاقة الشغل وعقود التأمين والتغطية الصحية والتقاعد والتعويضات عن الأبناء، إلا أن إغلاق المعبر جعلهم مهددين بفقدان وظائفهم في ظل القوانين الإسبانية التي تسمح بفصل من تغيب عن العمل لأزيد من 6 أشهر.

وكان المتضررون قد كشفوا في تصريحات لجريدة “العمق” أنهم أصبحوا يضطرون إلى بيع ملابسهم وأثاث منازلهم وكل ما يملكون من أجل توفير لقمة العيش لأبنائهم، بعدما عجز أفراد أسرهم عن الاستمرار في دعمهم طيلة عامين.

“شينغن”

يأتي ذلك في وقت يترقب فيه سكان مدن تطوان والمضيق والفنيدق ومرتيل، مصير الإجراء الاستثنائي الذي يحظون به في الدخول إلى سبتة بدون تأشيرة، بعدما جدد رئيس حكومة المدينة المحتلة طلبه إلى الحكومة الإسبانية بإنهاء هذا الاستثناء وفرض “الفيزا” على سكان المدن المذكورة على غرار باقي المغاربة.

وبحسب وسائل إعلام إسبانية، فإن رئيس حكومة سبتة، خوان فيفاس، طلب من وزير الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، العمل على إنهاء الاستثناء الذي تحظى به مدن الشمال في عملية الدخول إلى سبتة.

وهذا الطلب يأتي ضمن تحركات تقوم بها سلطات سبتة من أجل الضغط على حكومة مدريد لإدراج المدينة، إلى جانب مليلية، ضمن اتفاقية “شينغن” للاتحاد الأوروبي، وهو المقترح الذي تتجاهله الحكومة الإسبانية إلى حد الآن.

ويوم 9 أبريل الجاري، أعلن المغرب وإسبانيا عن اتفاقهما على إعادة فتح الحدود البرية والبحرية بين البلدين، بما فيها معابر سبتة ومليلية المحتلتين، وإطلاق الاستعدادات لعملية “مرحبا 2022″، وذلك بعد سنتين من إغلاقها بسبب الأزمة السياسية بينهما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *