منوعات

علماء: الكوابيس الليلية المتكررة لدى الرجال تضاعف احتمال إصابتهم بأحد الأمراض

الكابوس هو حلم مزعج يرتبط بمشاعر سلبية، مثل القلق أو الخوف الذي يوقظك والكوابيس شائعة بين الأطفال، ولكن قد تحدث في أي سن. ولا تدعو الكوابيس العرَضية إلى القلق عادةً، حسب موقع “مايو كلنيك” الطبي المتخصص.

وأكدت دراسة حديثة هي الأولى من نوعها، إلى أن الكوابيس المتكررة خاصة لدى الرجال تعتبر علامة متقدمة عن احتمال إصابتهم بمرض باركينسون.

وحسب “مايو كلنيك” قد تبدأ الكوابيس مع الأطفال عند الوصول إلى عمر 3 و6 سنوات، وتقل عادةً بعد سن 10 سنوات. وخلال سنوات المراهقة والشباب، يبدو أن الفتيات يعانين من الكوابيس أكثر من الفتيان، وقد يُعاني منها بعض الأشخاص في الكِبَر فقط أو طوال حياتهم.

ويضيف الموقع المتخصص أنه رغم أن الكوابيس شائعة، إلا أن اضطراب الكوابيس نادر نسبيًا. ويحدث اضطراب الكوابيس عند تكرار حدوث الكوابيس؛ ما يسبب الضيق وصعوبة في النوم، ومشكلات في أداء الوظائف النهارية أو تولُّد خوف من النوم.

ماذا تقول الدراسة الجديدة؟

حسب قناة الحرة، ترتبط الأحلام المؤلمة عادة بالمرض العصبي خاصة لدى الرجال، لكن الدراسة التي نشرت في مجلة “إي كلينكلميدسن” هي الأولى من نوعها التي تحققت من كون الكوابيس الليلية تعد تحذيرا من مرض  باركنسون.

وحسب نفس القناة، بتتبع صحة 3818 من الرجال الأكبر سنا لمدة 12 عاما، وجد الباحثون أن أولئك الذين عانوا من كوابيس متكررة كانوا أكثر عرضة مرتين للإصابة بمرض باركنسون.

وحدثت معظم التشخيصات خلال السنوات الخمس الأولى من الدراسة.

وتشير النتائج، حسب نفس المصدر، إلى أنه يمكن فحص كبار السن للكشف عن مرض باركنسون من خلال سؤالهم عن محتوى أحلامهم. ويمكن بعد ذلك التدخل المبكر للمساعدة في وقف الظهور المحتمل للأعراض الجسدية، مثل الهزات والتصلب والبطء.

ويعد التشخيص المبكر أحد أكبر التحديات فيما يخص مرض باركنسون، إذ في الوقت الذي يتم فيه تشخيص المرض، يكون أغلب المرضى قد فقدوا بالفعل ما بين 60 إلى 80 في المئة من الخلايا العصبية التي تطلق الدوبامين في جزء من جذع الدماغ

وجدت دراسة سابقة أجراها نفس الباحث أن المرضى الذين يعانون من أحلام مؤلمة هم أكثر عرضة بخمس مرات لإظهار تطور سريع للمرض.

ويوضح طبيب الأعصاب “أبيديميأوتايكو”، من جامعة برمنغهام في المملكة المتحدة: “على الرغم من أنه يمكن أن يكون من المفيد حقا تشخيص مرض باركنسون في وقت مبكر، إلا أن هناك عددا قليلا جدا من مؤشرات الخطر والعديد منها يتطلب اختبارات مستشفى باهظة الثمن أو شائعة جدا وغير محددة، مثل مرض السكري”.

وتنصح الدراسة الجديدة الأشخاص الذين يعانون من تغييرات في أحلامهم في سن الشيخوخة بطلب المشورة الطبية.

وما يقرب من ربع مرضى باركنسون يبلغون عن أحلام مؤلمة متكررة في وقت التشخيص، والبعض الآخر يبلغون عن معاناتهم من أحلام سيئة لمدة تصل إلى 10 سنوات قبل تشخيص المرض.

ومرضى باركنسون هم أيضا أكثر عرضة للإصابة باضطرابات حركة النوم السريع للعين

وفي الدراسة، كان المشاركون الذين أبلغوا عن أحلام مؤلمة متكررة أكثر عرضة مرتين للإصابة بمرض باركنسون على مدى 12 عاما.

وإحدى فرضيات الدراسة هي أن الظهور المتأخر للكوابيس هو علامة مبكرة على التنكس العصبي لدى بعض الرجال.

أعراض اضطراب الكوابيس الليلية

حسب “مايو كلنيك”، قد تراود الكوابيس المرء منا نادرًا أو بوتيرة متكررة، أو حتى عدة مرات في الليلة الواحدة. وغالبًا ما يكون الكابوس للحظات قصيرة، ولكنه يتسبب في إيقاظك من النوم، مع احتمال مواجهة صعوبة في العودة إلى النوم. ويقدم الموقع المتخصص مزيدا من التفاصيل المفيدة حول الكوابيس.

يتسم الكابوس بالخصائص التالية:

  • يبدو جليًا وحقيقيًا، وهو مزعج للغاية، ويزداد إزعاجًا مع استرجاع أحداثه.
  • عادة ما ترتبط القصة بتهديدات السلامة، أو البقاء على قيد الحياة، ولكن يمكن تدور حول موضوعات أخرى مزعجة.
  • يتسبب في إيقاظك من النوم.
  • تشعر بالرعب أو القلق أو الغضب أو الحزن أو الاشمئزاز بسببه.
  • تتعرق أو تشتد ضربات قلبك وأنت مستلقٍ على السرير.
  • يمكنك التفكير بوضوح عند الاستيقاظ، كما يمكنك استرجاع تفاصيله.
  • يتسبب لك في ضيق يحول دون رجوعك إلى النوم بسهولة.

لا تُعد الكوابيس ضمن الاضطرابات، إلا إذا عانيت أيًّا مما يلي:

  • تكرارها
  • ضيق بالغ أو قصور كبير في الأداء خلال اليوم، كأن يصيبك القلق أو الخوف المستمر، أو أن يراودك القلق قبل النوم من التعرض لكابوس آخر
  • حدوث مشكلات في التركيز أو الذاكرة، أو عدم توقفك عن التفكير في لقطات من الكابوس
  • النعاس أثناء النهار أو الإرهاق أو انخفاض الطاقة
  • مواجهة صعوبة في العمل، أو في المدرسة أو المواقف الاجتماعية
  • ظهور مشكلات سلوكية متعلقة بموعد النوم أو الخوف من الظلام

وقد تتسبب إصابة الطفل باضطراب الكوابيس باختلال كبير في نوم الأبوين أو مقدمي الرعاية، إضافة إلى الشعور بالضيق.

الأسباب

يشير الأطباء إلى اضطراب الكابوس باسم الخطل النومي — وهو أحد اضطرابات النوم التي تتضمن تجارب غير مرغوب فيها تحدث في أثناء الغفو أو النوم، أو عند الاستيقاظ. وغالبًا ما تحدث الكوابيس أثناء مرحلة النوم المعروفة باسم نوم حركة العين السريعة. وما زال السبب الحقيقي وراء الكوابيس غير معروف إلى الآن.

غير أن الكوابيس قد تحدث بسبب عدة عوامل، من بينها ما يلي:

  • التوتُّر أو القلق. تؤدي ضغوط الحياة اليومية المعتادة، مثل وجود مشكلة في البيت أو المدرسة، إلى حدوث الكوابيس في بعض الأحيان. وقد يتعرض الشخص للأثر ذاته نتيجة حدوث تغيير كبير في حياته، مثل انتقال شخص عزيز عليه لمكان آخر أو وفاته. ويرتبط الشعور بالقلق بزيادة خطر حدوث الكوابيس.
  • الإصابات. عادةً ما يشيع حدوث الكوابيس عقب تعرض الشخص لحادث أو إصابة أو انتهاك بدني أو اعتداء جنسي، أو غيرها من الأحداث الأليمة. ويشيع حدوث الكوابيس لدى المصابين باضطراب الكرب التالي للصدمة.
  • الحرمان من النوم. يمكن أن يزيد خطر التعرض للكوابيس بسبب تغيير المواعيد على نحو يتسبب في عدم انتظام أوقات النوم والاستيقاظ عدة مرات أو الحصول على فترات نوم متقطعة أو قليلة. ويرتبط الأرق أيضًا بزيادة خطر حدوث الكوابيس.
  • الأدوية. يمكن لبعض الأدوية — مثل أنواع معينة من مضادات الاكتئاب، وأدوية ضغط الدم، وحاصرات مستقبلات بيتا، والعقاقير المستخدمة في علاج مرض باركنسون أو للمساعدة في الإقلاع عن التدخين — أن تتسبب في التعرض للكوابيس.
  • إدمان المواد المخدرة. قد يؤدي إدمان الكحول والمخدرات أو الامتناع عن تعاطيها إلى حدوث الكوابيس.
  • الاضطرابات الأخرى. قد يرتبط الاكتئاب وغيره من اضطرابات الصحة النفسية بالإصابة بالكوابيس. ومن الوارد أن تحدث الكوابيس في حالة الإصابة ببعض الحالات المرضية مثل أمراض القلب أو السرطانات. وترتبط الكوابيس أيضًا عند الإصابة باضطرابات نوم أخرى تعوق عن الحصول على قدر كافٍ من النوم.
  • الكتب والأفلام المخيفة. يمكن لقراءة الكتب المخيفة أو مشاهدة أفلام الرعب، خاصة قبل النوم، أن تتسبب في رؤية بعض الأشخاص لكوابيس.

عوامل الخطر

تصبح الكوابيس أمرًا أكثر شيوعًا عندما يكون لدى أفراد العائلة تاريخ من الكوابيس أو اضطرابات الخطل النومي الأخرى، مثل التحدث في أثناء النوم.

المضاعفات

قد يسبب اضطرب الكابوس:

  • النعاس المفرط في أثناء النهار، والذي قد يؤدي إلى مشكلات في المدرسة أو العمل أو مشكلات مع المهام اليومية، مثل القيادة والتركيز.
  • مشكلات مزاجية، مثل الاكتئاب أو القلق من الأحلام التي تستمر في إزعاج المريض
  • مقاومة النوم أو الذهاب للفراش بسبب الخوف من مواجهة حلم مزعج آخر
  • الأفكار الانتحارية أو محاولات الانتحار

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *