أساتذة الأمازيغية حائرون بين المذكرات الوزارية واجتهادات المديرين والمفتشين

عبر أساتذة اللغة الأمازيغية بإقليم شيشاوة عن حيرتهم بين التعامل مع مذكرات وزارة التربية والتعليم “الغير الصريحة”، ومع “مزاجية واجتهادات” مدراء المدارس والمفتشين التربويين، في تدريس مادتهم.
وسجل أساتذة الأمازيغية، في بيان لهم، توصلت به جريدة “العمق”، “خروقات ونقط سوداء” تطال تدريس مادتهم، الأمر الذي اعتبروه مساهما في “عرقلة مسار إدماجها الحقيقي بالمدرسة المغربية، وكذا تعطيل كل ورشات تفعيل طابعها الرسمي والطعن في جهود الفاعلين الغيورين على هذا المكسب الهوياتي المواطناتي الصرف”.
وقال أساتذة اللغة الأمازيغية، في بيانهم: “إننا نقف حائرين بين مذكرات وزارية غير واضحة فيما يخص التصريف المنهجي للحصص الديداكتيكية للغة الأمازيغية في تناغم مع المواد الأخرى، واجتهادات مدراء ومفتشين تربويين وخروقات واضحة للعيان”.
وأشار الأساتذة في بيان لهم، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، إلى أن المذكرة الوزارية رقم 130، صريحة وواضحة فيما يخص عدد الأقسام المسندة لأستاذ اللغة الأمازيغية والغلاف الزمني الأسبوعي المحدد لمكونات هذه المادة.
“إلا أن بعض مفتشى ومدراء المؤسسات”، يضيف البيان ذاته، “يتصرفون في هذا الأمر كما يحلوا لهم، فيزيدون تارة وينقصون تارة ويتلاعبون بالغلاف الزمني للمادة حسب أهوائهم”.
وأضاف المصدر المذكور، أنه يتم “إلزام” بعض أساتذة تخصص الأمازيغية بتدريس مواد أخرى ليست من تخصصهم، بالرغم من أن مجال تكوينهم محصور فقط في تدريس اللغة الأمازيغية.
كما سجل المصدر ذاته، “قلة الكتب المدرسية، أو غيابها بشكل تام في بعض المؤسسات”، علاوة على “احتقار بعض مدراء ومفتشي المؤسسات التعليمية لأستاذ ومادة اللغة الأمازيغية، معتبرين بذلك أن اللغة هي فقط نشاط ترفيهي وليست بدورها مادة أساسية حالها حال اللغة العربية والفرنسية”.
واتهم البيان، قيام بعض الأساتذة والمدراء بـ”فرض آراءهم فيما يخص استعمال الزمن لأستاذ اللغة الأمازيغية كل حسب رغبته ومصلحته الشخصية، في حين أنه يجب تكييف جداول استعمالات الزمن للمواد الأخرى مع استعمالات الزمن لأستاذ اللغة الأمازيغية.
واستنكر أساتذة الأمازيغية بشيشاوة، “التمييز” الزمني الذي تعرفه مادتهم، مشيرين إلى أنه يتم إدراج الأمازيغية خارج حصص المواد الأخرى، وبالتالي إخراجها من الحيز الزمني المألوف لدى آباء وأولياء التلاميذ دون مراعاة معاناة التلاميذ في التنقل، إذ كيف يعقل أن يحضر طفل متمدرس (6-8 سنوات) لساعة ونصف صباحا ثم يعود ل 270 دقيقة أخرى مساء، وفق تعبير البيان.
اترك تعليقاً