أوريد ينتقد ‘‘شارلي إيبدو‘‘ ويدعو لفضح ‘‘الزيغ المهني والأخلاقي‘‘

انتقد الكاتب والمفكر المغربي حسن أوريد ما أقدمت عليه جريدة ‘‘شالي إيبدو‘‘ الفرنسية، في اليوم الأول من الزلزال الذي ضرب مناطق واسعة من تركيا وسوريا، حين نشرها لكاريكاتير يظهر الدمار الحاصل بفعل الزلزال، مرفوقا بعبارة‘‘ لا داعي لإرسال الدبابات‘‘، وهو الأمر ذاته الذي اعتبره الكثير سخرية واستهزاء وتشفي.
وقال أوريد: ‘‘لا يمكن نسيان أو تناسي “حرية التعبير”، التي أبدتها مجلة شارلي إيبدو بالتشفي بأرواح من قضوا تحت الأنقاض. زعمت المجلة السيئة اَلذِّكْر، أن الزلزال والخراب الذي خلّفه، يُعفي من إرسال الدبابات… تكشف الصورة الكاريكاتيرية التي حملتها المجلة عن المخبوء في تصورات بعض الشرائح الغربية، ما يَتَسَتَّر عنه، أو يتم الدفاع عنه باسم “حرية التعبير‘‘.
كما انتقد المفكر المغربي، في مقال رأي له، نشر في موقع‘‘ عربي بوست‘‘، صمت المجتمع الفرنسي بهيئاته ولجانه الحقوقية ومسؤوليه، مقابل دفاعهم عن قضايا أقل أهمية من فاجعة الزلزال فكتب،‘‘ لا يمكن تجاهل الصمت المطبق الذي ساد فرنسا إثر الكاريكاتير الشنيع. لم يصدر بيان من لدن الهيئات المهنية أو لجان الأخلاق أو المسؤولين، مثلما فعلوا في أحداث سابقة أقل أهمية، وفي سياق غير سياق فاجعة لدولتين‘‘.
واعتبر أن ما قامت به المجلة من‘‘ استهتار وازدراء‘‘ يستلزم تفسيرا رسميا، وتدخلا تركيا، وفضحا لما أسماه بالزيغ المهني والأخلاقي،‘‘ ولئن ارتأت السلطات الفرنسية أن ترفع الصور الكاريكاتيرية المسيئة لرموز الإسلام التي تضمنتها المجلة المذكورة، رداً على مقتل صامويل باتي، فلا ينبغي للسلطات التركية أن تصمت على هذا الاستهتار بحق الإنسان في الحياة والازدراء بكرامة الإنسان، ما قامت به مجلة شارلي إيبدو، في سياق فاجعة كبرى، جَراءَة المجلة في الإساءة تستوجب تفسيراً رسمياً، مثلما ينبغي فضح هذا الزيغ المهني والأخلاقي على مستوى المنتظم الأممي‘‘.
وأكد المفكر المغرب على ضرورة سمو الاعتبارات الإنسانية، وبالأخص في الحالة السورية، بعد الذي عانته سوريا من دمار وعجز، وفراغ في السلطة، آملا بذلك بسيادة رؤية مغايرة للعلاقات الدولية بعد الزلزال، وسبل مواجهة الكوارث الطبيعية.
واختتم أوريد مقاله بالقول‘‘ وحريٌّ بمن يتشفّون- ممن نشاطرهم العقيدة واللسان- بمن قضوا في الزلزال، أن يلتزموا الصمت إن أعجزهم أن يواسوا المكلومين، أو يقدموا الدعم للمنكوبين. ولا ينبغي الصمت على هؤلاء، فبالأحرى الترويج لترهاتهم على منابر الخطابة. يا للحسرة‘‘.
اترك تعليقاً