وصمة العار والحرمان من الهوية يهدد حياة أطفال ولدوا خارج إطار الزواج (فيديو)

يتزايد عدد الأمهات العازبات بالمغرب بشكل مضاعف سنويا، خاصة في المدن، ويوجد أزيد من 210 ألف أم عازبة وفق دراسة أجرتها جمعية إنصاف في 2010، ويتم يوميا التخلي عما مجموعه 24 طفلا.
وكشفت دراسة نفس المنظمة في 2015، أن الدار البيضاء لوحدها تعرف وجود 44 ألف طفلا ولدوا خارج إطار الزواج في الفترة ما بين 2004 و 2014، أي 3366 طفل في السنة.
وقالت الدراسة إن 9400 طفل تم التخلي عنهم في الدار البيضاء لوحدها، أي بمتوسط 850 طفل يتم التخلي عنه سنويا.
وتتعرض الأم العازبة لأبشع أنواع التمييز والعنف في المجتمع، ويتجرع معهن أطفالهن مرارة الرفض والتميز، وحمل وصمة العار، ناهيك عن حرمانهم من حقهم في النسب ما يجعلهم أطفالا بلا هوية.
تروي نادية (اسم مستعار) كأم عازبة قصتها لجريدة “العمق”، أنها ولدت لأم عازبة، توفيت والدتها وعمرها 8 سنوات، منذ وفاة ولادتها لم تجد أسرة تأويها فاختارت العمل مساعدة في البيوت.
قهرها الزمن والتقت بشاب أقنعها بالزواج، لكنه استغل ساذجتها وصغر سنها واستمر في اغتصابها إلى وجدت نفسها حامل، وعند مصارحته اختفى ولم تجد له أثرا.
يبلغ طفلها اليوم 13 سنة، حاولت أن تقنعه بأن والده مات، لكن أسئلة الطفل حول هويته وعائلة والده أو والده ترهق نادية التي قالت “لا أجد أجوبة لأسئلته”.
وحول تأثير حرمان الطفل من هويته وعدم معرفته لجذوره، تقول بشرى المرابطي الباحثة في علم النفس الاجتماعي، إن الأطفال خارج إطار الزواج لا ذنب لهم فيما يقترفه من أنجبوه.
وقالت إن الأطفال نتيجة خارج إطار الزواج ليسوا كلهم نتيجة علاقات رضائية، وإنما هناك حالات الاغتصاب، أو علاقة بين شخص بالغ يستغل قاصرا كما حدث في حالة نادية، وهناك حالات حمل تحدث في فترة الخطوبة.
وفي جميع الأحوال، ينجب أطفال في مجتمع كمجتمعنا يحرمون من النسب كأساس لإثبات الهوية وبحرمانهم منه يحرمون من باقي حقوقهم، خاصة وأن النسب في المجتمع المغربي مرتبط بالأب.
يصف المجتمع المغربي أبناء العلاقات غير الشرعية “بأبناء الزنا” تضيف الباحثة المرابطي، ويحملون معهم وصمة العار ورفضهم، ووصفهم بنعوت تزيد من معاناتهم.
وتؤكد الباحثة في علم النفس الاجتماعي، أن حرمان هؤلاء الأطفال من الهوية وبحثتهم عن جذورهم كلما كبرا في العمر، يؤثر عليهم نفسيا وعدم شعورهم بالأمان في المجتمع، وقد يحولهم إلى مدمنين أو تجار ممنوعات، أو يعيدون خطأ الأم كما حدث مع نادية.
اترك تعليقاً