سياسة

هل يحفز الاعتراف الفرنسي بلدانا أوروبية لدعم سيادة المغرب على الصحراء؟

بقرارها التاريخي لدعم مغربية الصحراء، تكون فرنسا قد رسمت ملامح مرحلة جديدة في هذا النزاع المفتعل، موقف جريء من شأنه أن يعزز من موقف المغرب ويحشد المزيد من الأصوات الأوروبية الداعمة لسيادة المغرب على صحرائه.

الخطوة الفرنسية ستعطي دفعة قوية للعلاقات المغربية الأوروبية، حسب مراقبين للشأن الدولي، إذ سيساهم هذا التموقع في الدفاع عن وحدة المملكة ومصالحها من قبل مختلف الدول القوية داخل أروقة الاتحاد الأوروبي.

خطوة تعزز من مكانة المغرب كشريك موثوق به في المنطقة، كما من شأنها أن تضخ دماء جديدة في شريان التعاون الثنائي في مختلف المجالات، وتفتح آفاقاً جديدة للاستثمار والتبادل التجاري.

وفقا لخبير العلاقات الدولية، محمد شقير، فإن الموقف الأمريكي لعب دورا حاسما في تغيير مواقف العديد من الشركاء الأوروبيين بشأن قضية الصحراء المغربية، ناهيك عن الخطابات الملكية التي دعت مرارا إلى وجوب الخروج من المنطقة الرمادية واتخاذ مواقف صريحة من قبل الشركاء، ما ساهم في هذا التغيير، الذي “ينبثق كجزء من هذه الديناميكية التي بدأت مع ألمانيا وهولندا وإسبانيا”.

واعتبر المتحدث أن الرسالة التي بعثها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ25 لاعتلاء الملك محمد السادس العرش، تأتي بمثابة تعزيز للدور الفرنسي في دعم مغربية الصحراء، هذا الموقف، الذي يتسم بالطابع الرمزي والسياسي والشخصي، ويعكس تجاوبًا مع الشروط التي وضعها العاهل المغربي للخروج من المنطقة الرمادية، بحسب تعبيره.

وأشار المتحدث إلى أن الموقف الفرنسي أثار تداعيات على الصعيد الإقليمي، حيث أقدمت الجزائر على سحب سفيرها من باريس، كما من المتوقع أن يكون لهذا القرار تأثيرات مستقبلية، بما في ذلك تعزيز دعم الدول الأوروبية للمغرب، خاصةً بالنظر إلى الثقل الفرنسي في المنتظم الأوروبي.

ويشير شقير إلى أن فرنسا، بفضل قربها من الملف ومعرفتها بتفاصيله التاريخية، ستلعب دورا مهمًا في إقناع بلدان أخرى ودعم المغرب داخل الاتحاد الأوروبي، كما أن اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء، إلى جانب المواقف المتوقعة من إسبانيا وألمانيا، سيساعد المغرب في حشد التأييد لقضاياه داخل الأروقة الأوروبية.

وأوضح المتحدث أن المغرب يتطلع الآن نحو بريطانيا، التي قد تتبع نفس النهج بفضل علاقاتها القوية مع الولايات المتحدة وما يسمى بالمنتظم الأنجلو ساكسوني، خاصة مع وجود مؤشرات تدل على أن بريطانيا قد تسعى لضمان موطئ قدم لها في الأقاليم الجنوبية المغربية، مما يعزز دعمها السياسي والاقتصادي للمغرب.

وبخصوص روسيا، أكد محمد شقير، أن الموقف الروسي عبر عن الحياد، بالنظر للعلاقات التي أضحت تجمع المملكة بروسيا، على جميع الأصعدة، ناهيك عن عدم اتخاذ المغرب أي موقف ضد روسيا خلال أزمتها مع أوكرانيا، ما يؤشر على إمكانية مواصلة روسيا لنهجها المحايد داخل مجلس الأمن، خاصة وأنها الآن تدرك المستجدات الإقليمية والدولية وتفهم أهمية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب.

وخلص المتحدث بالإشارة إلى الموقف الصيني “الإيجابي، إن لم يكن محايدا، ما يضمن للمغرب دعمًا قويًا داخل الدول ذات حق الفيتو، مع توقعات بأن تصوت هذه الدول لصالح المغرب دون اعتراض”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *