مجتمع

هذه هي التحديات التي تواجه إعداد التراب الوطني بالمغرب

أفضى التشخص المستخلص من التصميم الوطني لإعداد التراب إلى بروز أربعة إشكاليات رئيسية مهيمنة على المشهد المجالي بالمغرب.

وحسب تقرير “واقع حال إعداد التراب الوطني 2014-2015″، فإن التحدي الأول يتعلق بالعالم القروي وما أضحى يعانيه من إكراهات مباشرة وغير مباشرة بسبب العولمة، فحسب التصميم الوطني لإعداد التراب، يؤدي التحرير المتزايد للمبادلات إلى خلق نوع من الخلل الاجتماعي في الأوساط القروية التقليدية ذات الكثافىة السكانية، والتي تعتبر الهشاشة سمتها الغالبة.

أما التحدي الثاني، يقول التقرير، فيتمثل في الموارد الطبيعية التي تتسم بندرتها وعدم قدرتها على تلبية احتياجات الساكنة المتزيادة، فضلا عن عدم ترشيدها وسوء استعمالها، ويأتي الماء في قائمة هذه الموارد، بالإضافة إلى الاستغلال غير المعقلن للساحل والجبل كأوساط هشة تفتقر لسياسة مجالية مسؤولة وهادفة.

وأضاف التقرير، أن من بين التحديات التي تواجه التراب الوطني أيضا، تحدي تتعلق المجال الاقتصادي الذي لم يتسطع خلق مناصب شغل كافية، أمام الطلب المزايد للعمل، حيث لا تتم تلبية الطلب السنوي للشغل في أحسن الحالات، وذلك بسبب وثيرة النمو الديمغرافي المتسارع.

وفيما يخص التحدي الرابع، يضيف التقرير، فيتعلق بالتعمير وبالهيكلة الحضرية ويتجلي ذلك، عبر مستويين، الأول يتمثل في النمو المتسارع وغير المتحكم فيه للسكن العشوائي أو غير القانوني الذي يفتقر في الغالب للتجهيزات الأساسية وللشروط الصحية من الماء والكهرباء والتطهير، مع بروز عامل البطالة كسمة غالبة على ساكنة هذه الأحياء الهامشية، أما الثاني فله علاقة بوجود هيكلة حضرية، يمكن التمييز فيها بين مدن عصرية، تتوفر على تجهيزات أساسية تضمن العيش الكريم، لكنها في المقابل تعرف خصاصا في العرض ولا تستجيب لمنطق التنافسية والجاذبية الاقتصادية، في مقابل مدن تقليدية وتاريخية تتسم إلى حد ما بضعف أنسجتها الصناعية وتآكل معمارها وبالطابع القروي لغالبية ساكنتها ودورها الجهوية).