“غياب التواصل” يعمق معاناة ضحايا مشروع “المحج الملكي” بالدار البيضاء

تواصل سكان المدينة القديمة في الدار البيضاء، المتضررون من مشروع المحج الملكي، احتجاجاتهم ضد “تجاهل السلطات لمصيرهم، وإغلاق باب التواصل معهم، مما عرضهم للتشرد منذ بدء تنفيذ عملية هدم منازلهم”.
في هذا السياق، صرح سعد مصلح، أحد المتضررين، لجريدة “العمق” قائلا: “العقارات التي تم هدمها في أحياء المدينة القديمة لديها أصحابها، وهم يدفعون الضرائب والواجبات المفروضة من قبل السلطات، وهو ما يتناقض مع الادعاءات التي تقول بعدم وجود ملاك لهذه المنازل”.
وأشار مصلح، الذي يقود تنسيقية للمتضررين من “القرارات العشوائية” في المدينة القديمة، إلى أن “الساكنة تواجه صعوبات بسبب غياب التواصل من طرف المسؤولين”، معتبرا أن هدم منازلهم “يشكل مسحا لذاكرة أجدادهم الذين عاشوا في هذه المناطق لعقود طويلة منذ عهد الاستعمار”.
وأكد مصلح أن المسؤولين في مقاطعة سيدي بليوط “رفضوا تسليمهم قرارات الهدم للطعن فيها”، مما فاجأهم بالتأكيد على “عدم وجود ملاك للمنازل التي تتواجد في مسار مشروع المحج الملكي”.
ورغم الوعود التي تلقتها الساكنة من رئيسة مقاطعة سيدي بليوط بفتح حوار مع المتضررين وتقديم مفاتيح منازل بديلة، “إلا أنها أخلفت وعدها ولم يتم تقديم حلول ملائمة، مما جعلهم عرضة للتشرد”.
وقال بوخبيزة محمد، فاعل جمعوي من الساكنة المتضررة، لجريدة “العمق”: “نحن جزء من قضية المحج الملكي ولكننا نحتاج إلى حلول تنصفنا، ومسؤولين يتواصلون معنا”.
وأعرب المتضررون عن استنكارهم “لغياب أي تفاعل حقيقي من المسؤولين، مؤكدين أن العديد منهم كانوا يأملون في حلول عملية، إلا أن الواقع كان عكس ذلك”.
وطالب المتضررون في لقاء تواصلي، الخميس، “بتواصل حقيقي من المسؤولين لتحديد مصيرهم، سواء عبر تسليم تعويضات مالية أو توفير شقق سكنية بديلة”، مؤكدين أنهم “لا يزالون يعيشون في ظروف غير مستقرة، ويخشى البعض منهم من أن يصبحوا بلا مأوى في ظل عدم تواصل الجهات المعنية”.
يُشار إلى أن السلطات المحلية في تراب مقاطعة سيدي بليوط لجأت إلى استعمال القوة العمومية لإفراغ المنازل المتواجدة في أحياء المدينة القديمة، على رأسها درب معيزي، تمهيداً لهدم تلك المنازل استعداداً لإنشاء مشروع المحج الملكي الذي تأخر لأزيد من ثلاثين سنة.
وكان مجلس جماعة الدار البيضاء قد صادق في دورة أكتوبر على تخصيص ملياري سنتيم لإكمال عملية هدم المنازل المتواجدة في مسار مشروع المحج الملكي الذي يعتبره أعضاء الأغلبية مشروعاً استراتيجياً، كما سيخصص المبلغ لمعالجة بقايا الهدم.
ورصدت الجماعة 30 مليون درهم لدعم الساكنة، بحسب تصريح أحمد بريجة، نائب عمدة الدار البيضاء المكلف بقطاع الأشغال العمومية، الذي أكد في وقت سابق “على التزام المنتخبين بمتابعة مشروع المحج الملكي وتقديم الدعم اللازم للساكنة”.
اترك تعليقاً