بنكيران: دور العدل والإحسان صار “محدودا” ولن أنازع في الملكية ولو كلفني ذلك حياتي

صراع الإسلاميين والحكام أضعف الطرفين ودور الحركة الإسلامية ليس هو طلب السلطان
أكد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بن كيران، تراجع تأثير جماعة العدل والإحسان التي كانت في وقت من الأوقات بحسبه تيارا جارفا في المغرب أثر في مواقف وقناعات باقي الحركات الإسلامية بالمغرب، مسجلا أن “العدل والإحسان ما تزال إلى اليوم تنازع في فكرة إمارة المؤمنين رغم تقبلها للملكية”.
وخلال حديثه عن تاريخ الحركة الإسلامية، وموقفها من نظام الحكم بالمغرب، أشار بن كيران خلال حلوله ضيفا على برنامج “المقابلة” بث مساء أمس الأحد على قناة الجزيرة، إلى أن “هناك جماعة كانت كبيرة وقوية في المغرب، تسمى جماعة العدل والإحسان، تقبلت بشكل أو بآخر الملكية، ولكنها لم تتقبّل إلى اليوم فكرة إمارة المؤمنين، مضيفا “إخواننا تأثروا بهذا التيار الذي كان كبيرا وكاد أن يكون جارفا، غير أنه اليوم وقع له ما وقع لباقي التيارات الإسلامية فأصبح أكثر محدودية”.
وسجل الأمين العام لحزب “المصباح”، أن الحركة الإسلامية، يجب أن تراجع موقفها من الحكام لأن الحركة أضعفت الحكام والحكام أضعفوا الحركة والنتيجة إضعاف الأمة، وأنه لا بد لأحدهما أن يأخذ المبادرة، لأن الدولة لن تبدأ”.
وقال رئيس الحكومة المغربية الأسبق، ” في تقديري أرى بأن الإسلاميين يجب أن يبادروا لأنني أُقدر أن هذا أمر أكبر من أن ندخل في المشاكسة حول من يبادر” ، مضيفا “الحكام يجب أن يفهموا أن الحركة الإسلامية، هي عطاء من الله، لأنها تُكوّن نوعية من الناس في الغالب مستقيمة ونظيفة، وأمينة وتحب بلدها”.
استقرار المغرب
وفي موضوع آخر، تحدث بن كيران عن قرار رفض المشاركة في حراك 20 فبراير عام 2021، الذي قال إنه تصدى له بقوة رفقة الراحل عبد الله وهدد بالاستقالة من الحزب في حال المشاركة في هذه المظاهرات التي لم تكن لها مطالب واضحة ومحددة بحسبه، مؤكدا أنه شعر في تلك الفترة أن فكرة سقوط النظام بالمغرب واردة لأن الخريطة العربية اشتعلت في كل المنطقة”.
ولفت بن كيران، إلى أنه “بعد سقوط نظام الرئيس المصري حسني مبارك وقبله الرئيس التونسي بنعلي الذي كان يحكم البلاد بقبضة من حديد، رأيت أن الرؤوس بدأت تطير وأنا لدي قناعة بأن أي شيء يهدد الملكية في المغرب لن أكون شريكا فيه حتى لو كلفني ذلك حياتي، لأن الملكية بعد الإسلام، هي أساس استقرار المغرب وقيامه كدولة، والمغرب لا قدر الله إن فقد الملكية سيفقد نفسه”.
واعتبر الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، بأن الإسلاميين وقعوا في عدة أخطاء، منها أن ما وقع لهم في طلب السلطان أوله ابتلاء في سبيل الله حسب نواياهم لكن يجري عليهم لأنه طلبوا السلطان ليس لأنهم متدينون ومسلمون وهذا منعهم من الانتباه إلى هذه الأخطاء.
طلب السلطان
وشدد بن كيران، على أن “دور الحركة الإسلامية ليس هو طلب السلطان، ولم أجد في القرآن الكريم ولافي أحاديث الرسول صلى عليه وسلم شيء يسمى طلب السلطان أو طلب الحكم وجدت قول الله تعالى إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، والمسلم دوره في الدينا أن يساهم في الإصلاح حسب استطاعته”.
وتابع قائلا: “هنالك أشياء متيسرة وأخرى ليست كذلك، وبالتالي في إن الانتقال من هذا المنطق إلى المساهمة هو الذي جعلنا نتدرج بعد دخولنا إلى الحياة السياسية في إطار العمل القانوني ومن ثم المشاركة في الانتخابات بعد تأسيس الحزب.
واسترسل: “كل ذلك كان ممنوعا، والإخوة لما أردت أن أسس جمعية الجماعة الإسلامية قالوا لي هذا اعتراف بالطغاة، وهذا أمر لا يجوز فاحتجت إلى معارك كبيرة، لأقنع الإخوان بالمغرب لكي يتقبلوا الفكرة”.
ومضى شارحا: ” كنت مقتنعا بشيئ أن الدولة هي الدولة، بينما غيري كان له رأي آخر، إن لم يكن بديلا للدولة على الأقل لا يوافقها ولا يسايرها ولا يدخل في علاقة معها (..) أنا كنت مقتنعا أن هذه دولتنا ونحن يجب أن نقوم فيها بدور إيجابي، لأن أي نزاع أو صراع لن يستفيد منه إلا خصوم الدولة والأمة وهي قناعتي إلى اليوم”.
“إسقاط النظام”
وذكر أن قرار عدم الخروج في مظاهرات 20 فبراير سنة 2011، تمت مناقشته داخل الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، وقال: “بعض الإخوان كانوا يؤيدون فكرة المشاركة، و قلت لهم أنا و الأخ عبد الله بها، إذا قررتم الخروج انا لست أمينكم العام، وقال بها إذا خرجتم أنا لست معكم”.
وتابع: “فقط للتاريخ من بين الإخوة الذين شاركوا في هذه الحركة الأخ مصطفى الرميد الذي يعتبر شخصية مهمة في الحزب ولم يحضر معنا في الاجتماع الذي عقدته الأمانة العامة ساعتها للحسم في قرار المشاركة في 20 فبراير، لكن لم سمع أن سقف المظاهرات غير محدد وأن ذلك مرتبط بالشعب، ساعتها تحفظ على المشاركة وغادر”.
وعاد ابن كيران ليقول بأنه ” في المغرب لم تكن الأمور لتصل إلى إسقاط النظام، لكن كانت ستصل إلى حالة غير مرضية (..) الذي وقع أن هذا الموقف أعلنت عنه وشرحته ووضحته وزرت المناطق بين 20 فبراير والتاسع من مارس كان هذا النشاط من قِبلي بالخصوص، قبل أن يخرج الملك محمد السادس في خطاب شهير يعلن فيه عن إصلاحات صفقنا لها ونحن في مقر العدالة والتنمية.
واعتبر بن كيران، أنها إصلاحات أدخلت علينا السرور واستقبلنا الملك مع الطيف السياسي والعسكري كله وأعلن تأسيس لجنة لوضع دستور جديد”، قبل أن يستدرك: “أنا قناعتي إلى اليوم أن هذا من أفضل الأعمال التي قمت بها والحزب الذي أنتمي إليه ويمكن أن أقول بكل تواضع أنه بعض الأحزاب تابعت في ذلك وضمنها حزب التقدم والاشتراكية الذي كان معنا في نفس الخط منذ البداية”.
اترك تعليقاً