سياسة

فرنسا تدعم الشراكات الاقتصادية والثقافية بالصحراء المغربية بإيفاد لجنة برلمانية

أكدت رئيسة الجمعية الوطنية الفرنسية، يائيل براون-بيفي، موقف بلادها الذي يرى أن الحاضر والمستقبل في الصحراء الغربية يقعان ضمن إطار السيادة المغربية، مشددة على أن فرنسا، بقوة علاقاتها التاريخية والثقافية والاستراتيجية مع المغرب، ستواصل دعم المملكة في مواجهة قضاياها المصيرية.

وأضافت براون-بيفي، اليوم الجمعة بالبرلمان المغربي، خلال مراسم اختتام مشروع التوأمة المؤسساتية بين مجلس النواب والبرلمانات الوطنية الأوروبية، أن البرلمان الفرنسي سيتابع العمل جنبًا إلى جنب مع الشركات والمشغلين الفرنسيين، حيث من المتوقع إرسال مهمة برلمانية قريبًا إلى الصحراء الغربية، لتشجيع إبرام شراكات اقتصادية وثقافية جديدة، مما يعود بالفائدة على السكان المحليين.

و قالت المتحدثة ذاتها، إن المغرب وفرنسا يفصلهما البحر، لكنهما يشتركان في تاريخ عميق وفريد، تاريخ تخللته فترات مضطربة ولكنه مليء أيضا باللحظات المضيئة، مضيفة بقوله: “فقد كان الفيلسوف الكبير ابن رشد، الذي وُلد في مدينة قرطبة وتوفي في مراكش، هو من جلب الأنوار الأرسطية إلى أوروبا”.

ومضت مستطردة: “كما أن المغرب، بجمال مناظره الطبيعية بألوانه الصفراء والبحرية، ألهم أعظم الرسامين الفرنسيين مثل ماتيس وديلاكروا، الذي كان سفيرا لأنوار المغرب”، مضيفة أن صداقة البلدين القديمة “كانت تضيء أيضا في أحلك الأوقات”، مستحضرة رفض الملك محمد الخامس، تسليم رعاياه اليهود للنازيين، مؤكدا أن “اليهود هم مواطنون مغاربة يعيشون في بلادهم”.

كما استحضرت رئيسة البرلمان الفرنسي، تضحيات الجنود المغاربة الذين دفعوا دماءهم لتحرير فرنسا في معركة “مونتي كاسينو” وعلى شواطئ “بروفانس”، مشيرة إلى أنه بعد الحرب العالمية الثانية، انتهت الحقبة الجائرة من الاستعمار، خاصة من خلال إعلان “سيل سانت كلود” لعام 1955، الذي أكد أن “فرنسا والمغرب يجب أن يبنيا معًا مستقبلاً تضامنياً”.

ولفتت المتحدثة ذاتها، إلى التعاون الاستراتيجي بين البلدين في العديد من المجالات الحيوية مثل التعليم، حيث تحتضن 44 مؤسسة تعليمية فرنسية في المغرب 50,000 طالب، غالبيتهم من المغرب، مشيرة إلى أن التعاون الاقتصادي، مثل مصنع “سافران” في الدار البيضاء، يعزز المشاريع العالمية باستخدام الكفاءات المحلية.

وشددت رئيسة الجمعية الوطنية الفرنسة، على أن التعاون في مجالات الأمن، الطاقة، الابتكار، والهجرة، مؤكدة على دور البلدين في ضمان الاستقرار في مناطق مثل إفريقيا، البحر الأبيض المتوسط، والشرق الأوسط، حيث يجب تعزيز جهود السلام، خاصة في فلسطين وسوريا.

وعلى مستوى التعاون البرلمان والتوأمة بين البلدين، قالت براون-بيفي، إن التعاون البرلماني بين المغرب وفرنسا مستمر من خلال برامج التوأمة، حيث تم تبادل الخبرات بين البرلمانين وتعزيز الشفافية والمشاركة الديمقراطية، مؤكدة أن هذا التعاون يعزز المساواة بين الجنسين ويحسن عمل المؤسسات البرلمانية في البلدين.

وأكدت المتحدثة، على أهمية الدبلوماسية البرلمانية في تعزيز التعاون بين البلدين داخل الاتحاد البرلماني الدولي والجمعية البرلمانية للفرنكوفونية، وهو ما يساهم في تقوية العلاقات بين الشعوب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *