
أثارت تهجم عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة الأسبق، على الزميل خالد فاتيحي، رئيس التحرير بجريدة “العمق المغربي”، ووصفه له بأوصاف مسيئة مثل “البرهوش”، و”قليل الأدب”، و”المأجور”، انتقادات واسعة من مختلف الأطياف السياسية والثقافية والحقوقية.
تهجم بنكيران على الزميل فاتيحي، والذي جاء على خلفية إجرائه حوارا صحفيا مع إدريس الأزمي، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية ، وصفه الكثيرون بـ”غير المبرر”، لا سيما وأنه جاء أنه من شخصية سياسية كانت في مواقع المسؤولية.
عضو حزب العدالة والتنمية، نزار خيرون، أشار إلى أنه تابع الحوار الذي أجراه فاتيحي مع الأزمي، ووصف الحوار بالمستوى الجيد رغم بعض الأخطاء البشرية مثل المقاطعات المتكررة للضيف. وأكد أن الهجوم القاسي من بنكيران على الصحافي لم يكن مبررا.
من جانبه، اعتبر الأستاذ الجامعي عمر الشرقاوي أن ما تعرض له الصحافي خالد فاتيحي يمثل تحقيرًا واعتداءً لفظيًا لا يليق بمكانة بنكيران كزعيم سياسي. وأضاف الشرقاوي أن مثل هذه التصريحات تُظهر أن بنكيران لا يقبل الاختلاف، مما يثير تساؤلات حول سلوكه لو كان لا يزال في السلطة.
المحلل السياسي حفيظ الزهري رأى أن تصريحات بنكيران تعكس فقدانه للروح السياسية والتسامح. ووصف الزهري هذه التصريحات بأنها دون المستوى، ودعا بنكيران إلى الاعتزال السياسي لأنه لم يعد يحتمل النقد والاختلاف.
على صعيد آخر، قال عضو الحزب حسن حمورو إن بنكيران أخطأ بتوجيه انتقادات قاسية لفاتيحي، مشيرًا إلى أن الصحافي ربما استخدم أسلوبًا استفزازيًا في الحوار لكنه لم يتجاوز حدود المهنية. وأوضح أن مهاجمة الصحافة بهذا الشكل لا تخدم الحزب، بل تمنح خصومه فرصة لاستغلال الموقف.
الانتقادات لم تقتصر على أعضاء حزب العدالة والتنمية، بل جاءت أيضًا من محللين وناشطين وصحافيين. الباحث توفيق عطيفي أكد تضامنه مع الصحافي فاتيحي، معتبرًا أن الإساءة للصحافيين لا تليق بشخصية كانت تشغل مناصب عليا في الدولة.
وقالت الناشطة لبنى الجود إن بنكيران لا يحتمل النقد، وهو ما يتعارض مع أساسيات العمل السياسي والديمقراطية. وأشارت إلى أن الصحافة التي كانت محل إشادة من بنكيران عندما كانت في صفه، أصبحت محل هجوم عندما وجهت له الانتقادات.
في السياق نفسه، وصف الناشط إبراهيم بوحنش تصريحات بنكيران بأنها انعكاس لغياب التواضع واحترام الآخرين. وذكّر بنكيران بآيات قرآنية وأحاديث نبوية تحث على احترام الناس والابتعاد عن السخرية والإساءة.
وفي تعليق آخر، دعا الباحث يوسف وقسو إلى التخلص من النماذج السياسية التي تهاجم الصحافة، مؤكدًا أن العمل السياسي يتطلب احترام الاختلاف وتقدير دور الإعلام.
سعيد بولخير، القيادي السابق في شبيبة العدالة والتنمية، أبدى تضامنه مع الصحافي خالد فاتيحي، منتقدًا سلوك بنكيران بقوله: “كل تضامن معك صديقي ضد التشرميل السياسي. إلا عزيز أخنوش عندو مع تضارب المصالح كما ادعى بنكيران، فهو ضاربو الله على إسب الناس وقلة احترامهم”.
وأوضح بولخير أن هجوم بنكيران على فاتيحي جاء بسبب تذكيره بأخطائه السابقة، خاصة دوره في قضية الولاية الثالثة لبنكيران كأمين عام للحزب. وأضاف: “أنت جيتي قدامو غير كسيدا برد فيك غدايدو، والمشكل الحقيقي ليس في بنكيران وحده، بل في المحيطين به الذين يزينون له الطريق”.
من جانبه، اعتبر الناشط والباحث، محمد أيت بو، أن طريقة بنكيران في التعبير عن رأيه لا تتناسب مع مكانته كأمين عام لحزب سياسي ورئيس حكومة سابق. وقال أيت بو: “وجه بنكيران هجوماً مجانياً على الصحافي خالد فاتيحي بسبب مضمون حوار أجراه مع إدريس الأزمي. الطريقة التي تحدث بها بنكيران تضمنت إساءة وتجريحاً وقذفا بحق صحافي ذنبه الوحيد أنه أدار حواراً مهنياً لم يتسع صدر بنكيران لأسلوبه”.
الناشطة خديجة ابلاضي علّقت هي الأخرى على الواقعة بقولها: “الاستقواء على صحافي شاب يشق طريقه بمهنية ونجاح سلوك لا يليق من أمين عام حزب. وصفه بنعوت قدحية وطعنه في ذمته المالية بوصفه ‘مأجور’ عيب وعار وانحدار أخلاقي يؤكد أن السياسة أصبحت مستنقعاً للاستعلاء”.
وأضافت ابلاضي: “أدعو بنكيران إلى القليل من التواضع والاعتذار الفوري للصحافي خالد فاتيحي، فهو من أبناء الجنوب الشرقي المعروفين بطيبتهم وشرفهم”.
اترك تعليقاً