مجتمع

الريسوني: للملحدين الحق في مقابر مدنية ولا مكان لهم في مقابر المسلمين

قال عالم المقاصد المغربي، أحمد الريسوني، إنه من حق الملحدين المغاربة تخصيص مقابر مدنية خاصة بهم، حتى لا يدفنوا في مقابر إسلامية وبالطريقة الإسلامية.

واعتبر نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في تصريح خاص لجريدة “العمق المغربي”، أن المذاهب الفقهية الإسلامية متفقة على أن غير المسلمين لا يجوز دفنهم في مقابر المسلمين، وكذلك لا تجوز صلاة الجنازة على جثامينهم، ولا يجوز إدخالها إلى المساجد أصلا.

وأشار إلى أن هذه المسلَّمات لا تحتاج إلى وصية أو طلب من الملحد أو من أصدقائه وأهل ملته، فالموتى الملحدون – وغير المسلمين عموما – لا مكان لهم في مقابر المسلمين ولا في مساجدهم، حتى لو رغبوا أو رغب أقاربهم في ذلك، ولا يرثهم أقاربهم المسلمون. والعكس كله صحيح أيضا، فلا يُدفن المسلم في مقابر غير المسلمين، ولا يرثه قريبه الملحد، ولو كان ابنا أو أبا أو شقيقا.

وتابع قوله، إن المقابر الإسلامية هي أرض وقفية محبَّسة على دفن الموتى المسلمين، والتقيد بشروط المحبسين ومقاصدهم واجب بلا خلاف، مضيفا أن مقابر المسلمين أصبحت مكتظة لا تتسع حتى للمسلمين، فكيف يُزاد فيها الموتى الملحدون، وهم يشكلون إذاية وإهانة للموتى المسلمين، حسب قوله.

تصريح الريسوني جاء تفاعلا مع مطلب أحد الحقوقيين المغاربة يمثل منظمة حقوقية عالمية، طالب فيه بتخصيص مقابر “مدنية” خاصة للملحدين المغاربة المتوفين، باعتبار أن ذلك حق من حقوق الإنسان، حيث تجدد هذا المطلب خلال الأسابيع الأخيرة بعد وفاة شخص عرف بإلحاده ولادينيته وتبرئه من الإسلام والمسلمين.

وشدد الريسوني، على أنه يجد هذا المطلب معقولا ومقبولا للأسباب التي ذكرها، مردفا بالقول “والنتيجة أن من حق الملحدين أن يَدفنوا موتاهم كيف شاؤوا وأين شاؤوا، بعيدا عن مساجد المسلمين ومقابرهم وطقوسهم. فإن لم يفعلوا، فمن حق المسلمين أن يتعاملوا مع الجثت المتعفنة المهملة بما يحفظ البيئة ويدفع الأذى”.