سياسة

الطالبي: نواجه تحدي الإرهاب ونفخر باعتماد سياسات إنسانية تراعي ظروف الناس

أكد رئيس مجلس النواب راشيد الطالبي العلمي، أن المغرب والمكسيك يواجهان معًا تحدي انعكاسات الاختلالات المناخية، إضافة إلى تحدي الإرهاب والجريمة المنظمة، ويوظفان من أجل ذلك موارد مالية ولوجستيكية وبشرية هامة، حمايةً لأمنهما ولأمن المجتمع الدولي.

وفي كلمة له أمام مجلس النواب المكسيكي، أعلن الطالبي افتخاره باعتماد المغرب سياسات في مجال الهجرة، إنسانية، متضامنة، دامجة، ومراعية للسياقات ولظروف الناس، مبرزا أن المملكة تتقاسم مع المكسيك قِيماً ومبادئ وثقافة، ويحرصان على صيانتها. في مقدمة ذلك، الإرث الثقافي الإيبيري  المتوسطي، والذي تعتبر اللغة الإسبانية حَامِلَهُ الأساس، والقناة، والخزان الذي حافظ عليه وطوره لقرون.

ويتعلق الأمر، وفق ما أوضح رئيس مجلس النواب، بصداقةٍ مبنيةٍ على عمق ثقافي – قيمي، رمزي، إنساني ومستدام، مضيفا أن “مما يُيسّر متانةَ علاقاتنا ويفتح أمامها آفاق أرحب، مَوْقِعَا بلدينا البَحْرِيَّيْن الاستراتيجيين مما يجعلهما قاعدة مبادلات وحلقات وصل بين كبريات الاقتصادات العالمية، وبين قارتين واعدتين”.

ودعا رئيس مجلس النواب، إلى جعل البحار، “قناة تواصل ومبادلات وانسياب للبضائع، ونحن الذين نتوفر معًا على ثقافة بحرية عريقة”، مشددا على ضرورة “استثمار مجموع هذه العوامل لمواجهة التحديات المشتركة والارتقاء بتعاوننا وعلاقاتنا السياسية إلى ما يطمح إليه شعبانا”.

كما دعا الطالبي العلمي، إلى مواصلة العمل سَوِيًّا من أجل علاقات دولية عادلة أساسُها احترام القانون الدولي، وتسوية النزاعات بالطرق السلمية، واستتباب السلم والأمن في العالم، خاصة من خلال احترام سيادة الدول ووحدتها الترابية باعتبارها حجر الزاوية في العلاقات الدولية.

وسجل رئيس مجلس النواب، أن المغرب” الذي عرف حضارات عديدة من الأمازيغ، والفنيقيين، والوَنْدال، والرومان، والعرب، والإيبريين وغيرهم، هو واحد من أعرق الدول في العالم، ومَلَكِيَّتُهُ يزيد عمرها عن 14 عشر قرنا، وهويته مزيج حضاري وتاريخي متنوع.”

وسجل الطالبي العلمي، أنه بقدر حرصها على إنجاز التنمية المستدامة، وبناء اقتصاد أخضر، بقدر حرصها على الدفاع عن القضايا العادلة للشعوب والأمن والسلم العالمي وسيادة الدول ووحدتها الترابية واحترام اختياراتها.

وأبرز أن المملكة تستند إلى عقيدة دبلوماسية راسخة أساسها التوازن والاحترام، و”هي التي حرصت في دستورها على التنصيص على تلاحم وتنوع مقومات هويتها الوطنية الموحدة بانصهار كل مكوناتها العربية-الإسلامية، والأمازيغية والصحراوية-الحسانية، والغنية بروافدها الإفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية، كما هو منصوص على ذلك في تصدير الدستور”.

واعتبر أن الأمر يتعلق أيضا ببلد ترسخت فيه، على مدى قرون، تقاليد التعايش والتسامح والاعتدال، وأضاف “وهو ما يكفله ملك المغرب، بصفته أميرا للمؤمنين الضامن لحرية ممارسة الشؤون الدينية. وتلك مِيزَةٌ أخرى للنموذج الحضاري المغربي على المستوى العربي والإسلامي”.

ووفق هذه الرؤية، أكد الطالبي العلمي أن المغربُ ينجز مشاريع شراكة واعدة، خاصة في إفريقيا التي يعتز بالانتماء إليها، وأطلق بشأنها مبادرات استراتيجية من قبيل “مسلسل الدول الأطلسية الافريقية” ومبادرة تمكين بلدان الساحل الافريقية التي لا تتوفر على منافد بحرية، للولوج إلى المحيط الأطلسي.

وخلص رئيس مجلس النواب، أنه “ما من شك في أن هاتين المبادرتين الاستراتيجيتين، تعدان قاعدة تُيَسّْرُ المبادلات والتعاون بين بَلَدَيْنا وقَارَّتَيْنا”، مسجلا أن “ما يجمع المكسيك والمغرب مع قوى اقتصادية كبرى، من اتفاقيات للتجارة الحرة، وهي عديدة، يعد رافعة أخرى لتعاون أوثَقَ بين بلدينا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • امازيغي
    منذ 6 أشهر

    الاسعار تلتهمنا وهو يقول بكل بجاحة ان جماعته تنهج سياسات تراعي مصالح الناس .يكذوبون ويصدقون كذبهم