الإدريسي يعول على الإعلام الرياضي للرقي بالتشجيع ويحذر من خطورة تهييج الجماهير

شدد بدر الدين الإدريسي رئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية على الدور المحوري الذي يلعبه الإعلام الرياضي في توعية الجماهير والرقي بالتشجيع، محذرا من خطورة تهييج أنصار الفرق المغربية من قبل بعض “المتطفلين على المجال”.
واستحضر الإدريسي، في مداخلة له على هامش المناظرة الجهوية حول التشجيع الرياضي صباح الثلاثاء بالرباط، مسؤولية الإعلام في تأطير التشجيع الرياضي على اعتبار أن الإعلام بقوته التأثيرية والفاعلة يعد، وفق تعبيره، طرفا مهما في هذه التناظرات الجهوية لكي يساعد على الارتقاء بالتشجيع الرياضي إلى ما يكفل نجاح المغرب في امتحاناته القادمة متمثلة في استضافة كبريات الأحداث الرياضية القارية والعالمية.
وقال بهذا الخصوص: “إن من أكبر مسؤوليات الإعلام في هذا الباب أن يحرص على أن يؤسس علاقته بالجماهير على الثقة والموثوقية بصدقية الأخبار وموضوعية التحاليل ومحاربة كل أشكال الإشاعات المغرضة التي تخترق المشهد الرياضي فتؤجج فكر الجماهير”.
وأكد الإعلامي ذاته ضرورة نبذ كل أشكال التعصب والانحياز السافر الذي يؤجج، وفق تعبيره، الفتنة بين الجماهير، ومنع كل العبارات المهيجة والمستفزة والمشجعة على التفرقة وحتى الكراهية، والآراء المحرضة على الشغب، مع التحلي بالشجاعة في إظهار الحق وعدم السكوت عنه، والمساهمة في حلحلة الأزمات بالتعاطي المهني معها.
ودعا الإدريسي إلى أن يكون الإعلام المهني حصنا ضد كل ما يفسد المشهد، وخاصة التشجيع الرياضي، بفعل ما تصدره وسائل ووسائط التواصل الاجتماعي من مضامين تنزع للعنف والتشنيع والتطرف والإشاعة وإشعال نار الفتنة، ولا تتأسس على قواعد وفنون الاتصال المهني.
وأكد المتحدث ذاته ضرورة أن يكون الإعلام الرياضي صوتا معبرا عن هموم وهواجس وتطلعات الجماهير، منتصرا، على حد قوله، للأصول وقواعد التشجيع الرياضي الجميل والراقي بطرق حضارية، فضلا عن تكريس الإعلام الرياضي لمقومات التشجيع الإيجابي وفقا للتدابير القانونية، والابتعاد عن تلميع المظاهر التشجيعية المرفوضة من المؤسسات الرياضية.
وأبرز الإدريسي أن “المستقرئ والمحلل للمضمون الإعلامي الرياضي سيقف بلا شك عند تعبيرات وتوصيفات وتناولات، بعضها يعزز الجانب الإيجابي في التشجيع الرياضي، وبعضها الآخر يعزز الجوانب السلبية في هذا التشجيع”.
وتابع: “إذا التحق وعي الجماهير وأصبح أكثر بعدا عما يسيء لجمالية التشجيع الرياضي، بموضوعية التعاطي الإعلامي مع الأحداث والمؤسسات، بالصدقية والمهنية والحياد الإيجابي، سيبتعد عن زرع بذور التفرقة وتحويل الملاعب إلى ساحات للحرب باختيار مفردات تحرض على التعصب والتطرف وحتى الكراهية”.
وزاد: “لا يمكن أن يذهب الإعلام إلى ما هو أبعد من الإخبار والتحليل إلى اختلاق أحداث ومواقف تكون سببا في إثارة المعارك بين الجماهير، وما أكثر ما كان الإعلام الرياضي، وهو المفترض أن يكون ناقلا أمينا للأحداث، طرفا في القضايا وحتى الأزمات، بدل أن يكون جزءا من حلولها ومساهمًا في حلحلتها بالمقاربات الموضوعية وبالتناولات الرصينة”.
وأضاف: “ما من شك أن قوة الإعلام تكمن في كونه صلة وصل بين الرياضة والجمهور، فما تحققت للرياضة بشكل عام، وكرة القدم بشكل خاص، هذه الطفرات الكبيرة على كافة الصعد، إلا لأن الإعلام، وقد شهد بدوره تعددا في وسائله ووسائطه، وسرعة قياسية في الوصول إلى الجمهور، بفضل استحداث التكنولوجيا في مجال الاتصال والتواصل، حتى غدا العالم قرية صغيرة ساهم في نقل الأحداث الرياضية بالكلمة والصورة”.
وقال أيضا: “تبرز قيمة الإعلام في أنه يساهم بشكل كبير في إخبار وتنوير وتثقيف الجمهور، ومتى حضرت المهنية والاحترافية والصدقية في هذه الوظائف التي ينتهجها الإعلام بشكل عام، متى ساهم ذلك في الرقي بوعي الجمهور، وحرك كل طاقاته الإيجابية لتبدع ألحانا جميلة في التشجيع الرياضي”.
وأكد أن “الإعلام يساهم في طبع هذا التشجيع الرياضي بهوية مغربية، فيكون لنا سفيرا فوق العادة للمجتمع الإنساني، على غرار ما أبدعته الفصائل المناصرة للأندية الوطنية في العقدين الأخيرين من تلاوين جميلة للتشجيع الرياضي، فجابت رسومها وتعبيراتها وأناشيدها كل العالم، حتى غدت مفتاحا لفهم خصوصية هذا المغرب المنفتح والمبدع والحافظ لتراثه”.
اترك تعليقاً