أخبار الساعة، سياسة

الحكومة تعيد تنظيم مهنة التراجمة.. ووهبي: وقفة تأمل لتجاوز نقط الضعف

صادق مجلس الحكومة، الخميس، على مشروع القانون رقم 52.23 يتعلق بالتراجمة المحلفين، الذي قدمه وزير العدل عبد اللطيف وهبي.

وأكد وهبي خلال تقديمه أن هذا المشروع يندرج في إطار مواصلة تنزيل ورش إصلاح منظومة العدالة خصوصا في الشق المتعلق بتأهيل المهن القانونية والقضائية التي تلعب دورا محوريا وأساسيا داخل هذه المنظومة، وتساهم بشكل مباشر في تحقيق النجاعة القضائية.

وأبرز وزير العدل أن مهنة التراجمة المقبولين لدى المحاكم من المهن المساعدة للقضاء، وتلعب دورا مهما في تحقيق المحاكمة العادلة، من خلال ضمان حقوق الأطراف الذين لا يتقنون لغة التقاضي، عبر ترجمة أقوالهم وتصريحاتهم والوثائق والمستندات التي يدلون بها أمام القضاء.

وأوضح المسؤول الحكومي، أنه بعد مرور ما يقارب ربع قرن على دخول القانون رقم 50.00 المنظم للمهنة حيز التنفيذ، كان لا بد من وقفة تأمل وتفكير لتقييم هذا القانون، والوقوف على نقط ضعفه في سبيل تقويتها، والبحث عن مكامن القوة فيه قصد تعزيزها، وذلك إيمانا بأن أول مدخل لتأهيل مهنة من المهن هو إعادة النظر في الإطار القانوني المنظم لها للارتقاء بها وتجاوز إشكالات التطبيق.

وحسب وزير العدل فقد حرصت الوزارة على احترام مبدأ المقاربة التشاركية في هذه المبادرة التشريعية من خلال إشراك الجمعية المهنية للتراجمة المقبولين لدى المحاكم عبر الاستماع إلى مطالبها، كما تم استطلاع رأي كل من المجلس الأعلى للسلطة القضائية ورئاسة النيابة العامة، وفي ضوء ذلك تم إعداد مشروع قانون جديد يراجع بصفة كلية القانون رقم 50.00 ساري النفاذ.

وحسب وزير العدل فقد تم في هذا المشروع تغيير تسمية المهنة من مهنة التراجمة المقبولين لدى المحاكم، إلى تسمية مهنة التراجمة المحلفين، وذلك انسجاما مع مقتضيات القانون رقم 38.15 المتعلق بالتنظيم القضائي الذي أطلق هذه التسمية على المهنة، وكذا استجابة لمطلب الجمعية المهنية للتراجمة المقبولين لدى المحاكم.

وتضمن مشروع القانون الجديد، عدة مستجدات تهم تنظيم الجانب المتعلق بممارسة المهنة، والتكوين من خلال التنصيص على إحداث مؤسسة للتكوين، ومقتضيات قانونية أخرى تروم توفير الحماية القانونية للمنتسبين إلى المهنة من قبيل تمتيع الترجمان المحلف بنفس الحماية القانونية التي يتمتع بها الموظف العمومي طبقا للفصلين 263 و267 من مجموعة القانون الجنائي.

وعلى مستوى التنظيم والتحديث، فقد تم تنظيم المهنة لأول مرة في إطار هيئة وطنية تتمتع بالشخصية الاعتبارية، وذلك حتى يتأتى تمكين المهنة من الآليات الكفيلة بالارتقاء بالمنتسبين إليها وتأهيلهم، باعتبارها الممثل الوحيد للتراجمة المحلفين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • أحمد
    منذ شهرين

    السيد الوزير مشكور على هذه المبادرة التي هي ليست وليدة الأمس بل كانت طور الاعداد خلال عشر سنوات الأخيرة من طرف الفاعلين في هذا المجال، عن حسن نية وبغرض تطوير المهنة.ولكن للأسف التطورات التكنولوجية التي عرفها العالم مؤخرا ولا سيما الذكاء الاصطناعي جعل من هذه المبادرة بذرة لمشكل قادم لا محالة وهو اندثار مهنة الترجمة البشرية، نظرا للنتائج المبهرة التي يبين عليها الذكاء الاصطناعي مؤخرا في هذا المجال. كأن التاريخ يعيد نفسه وستجد المترجمين المحلفين ولا سيما الجدد ممن لم ينالو نصيبهم من سوق الترجمة بعد أو كفاية، في وقفات احتجاجية للادماج في سلك الوظيفة العمومية كما حدث مع مهنة النساخ، التي طحنها التطور التكنولوجي ولا سيما الرقمنة. السيد الوزير المحترم، هذا نداء من المستقبل، لا تجعل من مترجمين الغد نسّاخ الأمس.