سياسة

الحسيني ويايموت يعددان خلفيات الاستهداف المتتالي لتركيا بالإرهاب

بعد سلسة من التفجيرات التي ضربت تركيا، كان آخرها الاعتداء الذي نفذه ثلاثة انتحاريين في مطار اسطنبول مساء أمس الثلاثاء والذي خلف 41 قتيلا و239 جريحا، اعتبر عدد من المتتبعين أن الهجمات التي تتعرض لها تركيا حاليا جاءت كرد فعل لمسيرة تطبيع العلاقات مع الدول المجاورة خاصة “اسرائيل”، وفي هذا الإطار اعتبر تاج الدين الحسيني أستاذ القانون الدولي بالرباط أن أردوغان بفتحه لعلاقات جديدة مع “اسرائيل” أصبح هدفا واضحا لـ”داعش” من جهة وكذا لـ”المقاتلين” الأكراد من جهة أخرى، فيما ربط خالد يايموت الباحث في العلوم السياسية، التفجيرات الإرهابية التي تتعرض لها تركيا بالرغبة في زيادة الضغط الاقتصادي عليها بضرب السياحة أساسا، ثم محاولة إظهارها بمظهر الدولة الضعيفة المعزولة إقليميا ودوليا.

تاج الدين الحسيني: نظرية صفر مشاكل التي نهجتها تركيا تحمل الكثير من التعقيدات 

قال تاج الدين الحسيني، أستاذ القانون الدولي بالرباط، في تصريح لجريدة “العمق المغربي”، أن النظام التركي كان يبدو في رحلة معينة يعيش نوعا من الهدنة غير المعلنة مع داعش وباقي التنظيمات الأخرى الموجودة في سوريا والعراق، وكانت تفسر هذه الهدنة بإمكانية التسرب الكبير من المقاتلين من الأراضي التركية نحو تركيا دون رقابة، ومن جهة أخرى كانت تفسر بتهريب كميات كبيرة جدا من النفط الذي تسيطر عليه داعش نحو الأراضي التركية، وبالتالي هذا النوع من الهدنة المصطنعة لن تستمر طويلا” حسب تعبيره.

وأضاف تاج الدين، أن النظام التركي، يظهر على أنه اتخذ الآن نهجا جديدا في سياسته الخارجية، والذي “يتمثل في صفر مشاكل وهي نظرية كان يدافع عنها أردوغان منذ سنوات خلت، لكنها عرفت تراجعا كبيرا خلال السنوات القليلة الماضية سواء من خلال توتر العلاقات مع روسيا، أو مع الجيران الأكراد، أو في إطار العلاقات مع إسرائيل” يقول المتحدث ذاته.

واعتبر الحسيني في التصريح ذاته، أن نظرية صفر مشاكل هي في حد ذاتها تحمل الكثير من التعقيدات والمشاكل، “فأردوغان الآن الذي فتح علاقات جديدة مع إسرائيل والذي قدم اعتذارا صريحا ورغبة في التعويض لروسيا، والذي حاول ضمان مصالح الدول الكبرى في التسويات المرتقبة في سوريا والعراق، أصبح هدفا واضحا لداعش من جهة وكذا للمقاتلين الأكراد من جهة أخرى” على حد تعبيره.

وأشار أستاذ القانون الدولي بالرباط إلى أن مسألة نهاية هذا النوع من المشاكل المرتبطة بالنشطات الإرهابية، “لا تتطلب سعيا حثيثا مجردا من طرف تركيا، بل تتطلب تعاون إقليميا واسعا واستراتيجية محكمة على الصعيد الدولي” يقول الحسيني.

يايموت: التفجيرات الإرهابية الأخيرة محاولة لإظهار تركيا بمظهر الدول الضعيفة

اعتبر خالد يايموت الباحث في العلوم السياسية، في اتصال مع جريدة “العمق المغربي”، أن التفجيرات الإرهابية التي تعرض لها مطار إسطنبول تروم تحقيق هدفين أساسيين، هما “زيادة الضغط الاقتصادي على تركيا بضرب السياحة أساسا، وثانيا محاولة إظهار تركيا بمظهر الدولة الضعيفة المعزولة إقليميا ودوليا” حسب قوله.

وأضاف يايموت في التصريح ذاته، أن “التنظيمات الإرهابية، يبدو أنها استفادة بشكل كبير من التوتر الذي تعيشه تركيا مع “إسرائيل” وروسيا وإيران، والعملية الأخيرة تأتي كرد فعل ضد تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، ولكنها يقول يايموت، تندرج ضمن استراتيجية جديدة تهدف إضعاف تركيا إقيميا ودوليا؛ ويبدو أن حكومة تركيا واعية بخطة الإرهاب وستستمر في تنقية الأجواء ومحاربة الإرهاب ومحاولات بعض القوى الدولية الرامية لعزل تركيا إقليميا” حسب تعبيره.