مجتمع

احتجاجات مشيا على الأقدام من أعالي أزيلال.. ساكنة 7 دواوير تصرخ ضد العزلة والتهميش

نظمت ساكنة سبعة دواوير بمنطقة تاركا زكزات التابعة لجماعة آيت أمديس بإقليم أزيلال، اليوم الأربعاء، مسيرة احتجاجية مشيا على الأقدام في اتجاه عمالة إقليم ورزازات، وذلك احتجاجا على ما أسمته بـ“التهميش، وتدهور الأوضاع الاجتماعية وغياب أبسط شروط العيش الكريم”، وفق تعبيرها.

وتأتي هذه الخطوة التصعيدية، التي نظمتها سبعة دواوير، وهي (أيت برتو، أيت أوسكين، ماترت، تمدروست، أفلايان، ادار، تيسيان)، بعد سنوات من الانتظار وتوجيه العديد من الشكايات والعرائض والمراسلات إلى الجهات المعنية دون استجابة تُذكر، ما دفعهم إلى تنظيم هذه المسيرة كآخر وسيلة لإيصال صوتهم والمطالبة بحقوقهم الأساسية.

وفي هذا السياق، أكدّ عدد من المحتجيّن، في تصريحات متطابقة لجريدة “العمق”، أن منطقتهم تعاني من عزلة شبه تامة بسبب عدة مشاكل هيكلية أبرزها تدهور البنية التحتية، خصوصا الطريق الرابطة بين آيت تمليل وتونزرفت التي تعيش وضعية كارثية، وتشهد انقطاعات متكررة، ما يصعّب من عملية التنقل ويزيد من عزلة المنطقة، خاصة خلال فصل الشتاء.

وأضافت المصادر ذاتها، أن المنطقة تعرف كذلك ندرة في المياه الصالحة للشرب، وهو ما يضطر السكان إلى قطع مسافات طويلة بحثا عن الماء من منابع بعيدة، في ظل غياب مشاريع لجلب وتوزيع المياه، وهو ما تستدعي التدخل العاجل من السلطات الإقليمية والجهوية لتحسين أوضاعهم المعيشية.

ولفت المحتجون إلى أن المنطقة تعيش الويلات بسبب غياب النقل المدرسي الذي يهدد عدد من التلاميذ بالهدر المدرسي، نتيجة عدم توفر وسائل نقل تقلهم إلى المؤسسات التعليمية الواقعة في مناطق بعيدة، إضافة إلى ضعف التطبيب وغياب سيارة إسعاف قارة، ما يفاقم معاناتهم في حالات الطوارئ الصحية، خاصة مع بُعد المراكز الطبية وضعف التجهيزات المتوفرة.

وأبرز المشتكون أن هذه المطالب ليست جديدة، بل سبق طرحها في عدة مناسبات ومراسلات للجهات الوصية، لكن دون تفاعل جاد أو قرارات ملموسة على أرض الواقع، مما دفعهم إلى سلك درب الاحتجاج السلمي للفت الانتباه إلى معاناتهم اليومية.

إلى ذلك، طالب المتظاهرون بضرورة التفاعل العاجل مع مطالبهم، بإعتبار أن كرامة المواطنين لا يجب أن تكون رهينة الإهمال أو التجاهل، داعين المسؤولين بمختلف درجاتهم إلى النزول الميداني للوقوف على حقيقة الوضع، والإنصات إلى نبض الساكنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *