خارج الحدود

حماس تسلم ردها على مقترح وقف إطلاق النار وإسرائيل تدرسه

أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس، فجر الخميس، أنها قدمت ردها الرسمي إلى الوسطاء بشأن مقترح وقف إطلاق النار وتبادل أسرى مع إسرائيل، في خطوة تشير إلى تحرك جديد في مسار المفاوضات المتعثرة منذ أشهر.

وأكدت الحركة في بيان مقتضب عبر منصة “تلغرام” أنها سلّمت ردّها وردّ الفصائل الفلسطينية إلى الوسطاء، من دون أن تكشف عن تفاصيل ما جاء فيه.

مصدر إسرائيلي نقلت عنه صحيفة “يديعوت أحرونوت” أشار إلى وجود تغييرات في موقف حماس، معتبرا أن الرد الأخير “يمكن أن يشكل أساسا للمضي في مفاوضات جادة”.

من جهته، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن تل أبيب تدرس حاليا رد حماس على المقترح المطروح، بينما يتابع فريق التفاوض الإسرائيلي في الدوحة، بتفويض رسمي، نقاشاته مع الوسطاء القطريين والمصريين بهدف استكشاف سبل إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من تسعة أشهر.

وفي السياق ذاته، أكدت هيئة البث الإسرائيلية أن نتنياهو – الذي يواجه مذكرات اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية – أصبح أكثر انفتاحا على إنهاء الحرب خلال مرحلة وقف إطلاق النار، وهو توجه يتقاطع مع تقارير عن تآكل في قدرات الجيش الإسرائيلي داخل قطاع غزة.

مصادر أمنية إسرائيلية أفادت بأن رئيس الأركان إيال زامير قد أطلع نتنياهو على التحديات الميدانية، مشيرة إلى أن الواقع العسكري لا يمكن تجاهله، وأن هناك أيضا ضغطا شعبيا متزايدا للمضي نحو تسوية توقف النزيف المستمر.

من جهتها، عبّرت الخارجية الأميركية عن تفاؤل حذر، حيث أعلنت المتحدثة باسمها أن هناك تقدمًا ملموسًا في جهود التوصل إلى اتفاق، مشيرة إلى استمرار التنسيق مع أطراف إقليمية أبرزها قطر ومصر لدفع العملية قدمًا، وضمان إدخال المساعدات إلى قطاع غزة.

أما كندا، فقد شددت على “الحاجة الفورية” لوقف إطلاق النار، مطالبة حماس بالإفراج عن جميع الرهائن، وداعية إلى استئناف المساعدات الإنسانية بقيادة الأمم المتحدة دون تأخير. فيما طالب وزير الخارجية الهولندي كاسبار فيلدكامب إسرائيل بالسماح بدخول الإغاثة والالتزام الكامل بالقانون الدولي، محذرا من خطر المجاعة الوشيكة في القطاع.

وتجري المفاوضات غير المباشرة منذ 6 يوليو في العاصمة القطرية الدوحة، وتشمل مقترحات لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، تُستكمل خلالها المفاوضات حول إنهاء الحرب بشكل نهائي. ولا تزال الخلافات قائمة، خصوصا فيما يتعلق بمدى انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، وعدد ونوع الأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم ضمن الصفقة.

وتقدر تل أبيب أن عدد الأسرى الإسرائيليين في غزة يبلغ نحو 50 شخصًا، بينهم 20 على قيد الحياة، في حين يقبع في السجون الإسرائيلية أكثر من 10,800 معتقل فلسطيني، وسط تقارير حقوقية عن تعذيب وإهمال طبي تسبب في وفاة العديد منهم.

وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي المدعوم غربيا، على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، والذي خلّف أكثر من 202 ألف قتيل وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى آلاف المفقودين ومئات الآلاف من النازحين، في ظل مجاعة خانقة ووضع إنساني كارثي، رغم دعوات محكمة العدل الدولية والمجتمع الدولي لوقف العمليات العسكرية فورًا.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *