خارج الحدود

مؤتمر إحياء حل الدولتين ينطلق بالأمم المتحدة وسط تصاعد المأساة في غزة

حل الدولتين

انطلقت اليوم الإثنين، بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، أشغال المؤتمر الدولي للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتفعيل حل الدولتين، بتنظيم مشترك من فرنسا والسعودية، وسط دعوات متزايدة لإنهاء الحرب في قطاع غزة ووقف الاحتلال الإسرائيلي.

وفي الجلسة الافتتاحية، دعا وزير الخارجية الفرنسي، جون نويل بارو، إلى اعتبار المؤتمر “نقطة تحول” حاسمة نحو تنفيذ حل الدولتين، مشددًا على أن بلاده أطلقت “زخما لا يمكن وقفه” باتجاه تسوية سياسية عادلة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وطالب بوقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، ووقف استهداف المدنيين، خصوصًا النساء والأطفال أثناء بحثهم عن المساعدات الإنسانية.

من جهته، وصف وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، المؤتمر بأنه “محطة مفصلية” في سبيل تفعيل حل الدولتين وإنهاء الاحتلال، منوهًا بإعلان فرنسا نيتها الاعتراف بدولة فلسطين. وأكد أن مبادرة السلام العربية تمثل أساسًا جامعًا لأي تسوية عادلة وشاملة، مشددًا على ضرورة وقف “الكارثة الإنسانية” التي تشهدها غزة.

أما وزير الدولة القطري بالخارجية، محمد بن عبد العزيز الخليفي، فأكد التزام بلاده بدعم ثقافة السلم والعدل، داعياً إلى حلول تنسجم مع القانون الدولي وتضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967.

الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، شدد في كلمته على أن حل الدولتين هو “الإطار الوحيد المتجذر في الشرعية الدولية”، لكنه حذّر من أن هذا الحل بات اليوم “أبعد من أي وقت مضى”، داعيًا إلى تحويل المؤتمر إلى نقطة انطلاق جديدة لإنهاء الاحتلال وتحقيق السلام العادل والدائم.

وكان من المقرر أن يُعقد المؤتمر في يونيو الماضي، لكنه تأجل عقب الهجوم الإسرائيلي على إيران في 13 يونيو، والذي دفع عدة وفود شرق أوسطية للاعتذار، وسط ضغوط مارستها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمنع انعقاده.

ويأتي هذا التحرك الدولي في ظل تواصل الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023، والتي خلفت أكثر من 204 آلاف شهيد وجريح، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، فضلًا عن آلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين، ومجاعة كارثية تضرب القطاع.

ويرى مراقبون أن المؤتمر يشكل محاولة أخيرة لإحياء المسار السياسي وسط انسداد أفق المفاوضات وتصاعد الانتهاكات في غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *