بعد سنوات من التهميش.. جوهرة الأطلس المتوسط تستعيد بريقها السياحي

تعد عيون أم الربيع وجهة سياحية تستقطب الزوار من مختلف المدن المغربية وحتى من الخارج على مدار السنة، ويتضاعف الإقبال عليها بشكل خاص خلال فصل الصيف. يقع هذا الموقع الطبيعي الفريد على بعد 40 كيلومترا من مدينة خنيفرة، في قلب الأطلس المتوسط، مما يجعله ملاذا مفضلا لعشاق السياحة الجبلية والباحثين عن الهدوء والسكينة.
لسنوات مضت، عانى مقدمو الخدمات وأصحاب الخيمات في عيون أم الربيع من ضعف البنية التحتية وصعوبة الوصول إلى بعض المرافق الأساسية، وهو ما كان يحد من قدرتهم على تلبية احتياجات الزوار بشكل كامل. إلا أن الإصلاحات الأخيرة قد أحدثت تحولا ملحوظا، مكنتهم من تقديم خدمات أفضل وتوفير تجربة أكثر راحة لمرتادي المنطقة.
وفي هذا الصدد، أوضح عزيز مسناوي، وهو ناشط مدني من أبناء المنطقة، أن “برنامج تأهيل مركز أم الربيع” الذي تجاوزت قيمته المالية 14 مليون درهم، قد أحدث نقلة نوعية في السنوات الأخيرة، مضيفا أن الأشغال شملت إصلاح الطرق المؤدية إلى العيون، وتركيب لوحات إرشادية جديدة، وتحسين المرافق الصحية، إضافة إلى إنشاء مرآب مخصص للسيارات وتهيئة مساحات عمومية.
كما أشار مسناوي في حديثه مع جريدة “العمق” إلى أن هذه الجهود أسهمت في الارتقاء بتجربة الإقامة التقليدية داخل خيم مجهزة بأغطية محلية، بأسعار تنافسية تتراوح بين 200 و250 درهما لليلة الواحدة، شاملة لوجبة الطاجين الشهية.
ويرى المتحدث أن عيون أم الربيع باتت اليوم قادرة على استقبال زوارها في ظروف مريحة، موفرة لهم فرصة فريدة للجمع بين هدوء الطبيعة وجمال الاسترخاء، مؤكدا أن تعزيز الاستثمارات السياحية والترويج المستمر للموقع يظلان عاملين أساسيين لترسيخ مكانتها كواحدة من أبرز الوجهات السياحية في المغرب.
من جانبه، أعرب وليد أمحزون، أحد زوار عيون أم الربيع، عن دهشته وإعجابه بجمال الطبيعة وحفاوة الاستقبال التي فاقت توقعاته، مشيرا إلى أن ما لفت انتباهه أولا هو صفاء المياه وتدفق العيون المحاطة بالخضرة اليانعة، بالإضافة إلى الأجواء الهادئة التي تمنح الزائر شعورا عميقا بالسكينة بعيدا عن صخب المدن.
وأضاف أمحزون في تصريحه لجريدة “العمق” أنه استمتع بتذوق الطاجين الأمازيغي الأصيل المطهو على الفحم، والخبز التقليدي الذي يخبز فوق الطين، معتبرا هذه الأطباق جزءا لا يتجزأ من التجربة الثقافية الأصيلة التي يعيشها كل زائر للمنطقة، موضحا أن الإصلاحات الأخيرة التي شملت الممرات والمرافق قد سهّلت التنقل بشكل كبير، وأضافت لمسة تنظيمية ساعدت على راحة السياح.
وأكد المتحدث نفسه أن الأسعار تبقى معقولة مقارنة بجودة الخدمات المقدمة، سواء تعلق الأمر بالمأكل أو المبيت في الدور التقليدية، معتبراً أن عيون أم الربيع وجهة تستحق بجدارة أن تُدرج على قائمة كل محب للسفر والطبيعة الخلابة.
اترك تعليقاً