في نعي المناضل الفذ، المغفور له سي لكبير نوري

كل نفس ذائقة الموت.
يضرب الموت من جديد مغاربة بلجيكا، ليغيب المرحوم المشمول بعفو الله سي لكبير نوري، الذي التحق بجوار ربه يوم السبت 26 يوليوز 2025 بمدينة بروكسل.
فبالغ الحزن والأسى، ننعي للجالية المغربية والعربية والأسرة النقابية والتقدمية، هذا الرجل الألمعي، الذي نعتبره عميد المناضلين المغاربة ببلجيكا على الإطلاق وبلا منازع، وأحد رموز الجالية المغربية الكبار الذي يعز نظيره بين الجاليات العربية ببلجيكا. كان رحمه الله رجل تنظيم بامتياز من طينة استثنائية، وصاحب المفاوضات والمهام الصعبة والسرية التي لا يقوى عليها إلا أصحاب الخبرة والحنكة السياسية.
وعرف عن المغفور له علاقاته الوطيدة والشخصية والصداقة التي كانت تجمعه بكثير من رؤساء الدول ورجال الدولة والسياسة من طينة المرحومين صدام حسين وطارق عزيز ومعمر القذافي وأحمد بن بلة وحسين آيت أحمد ونعيم خضر ومحمد الفقيه البصري ومولاي عبد الله إبراهيم ..إلخ.
وتحسب لابن مدينة سطات المغفور له سي لكبير نوري صولات وجولات في الساحة النضالية النقابية والحقوقية البلجيكية في خدمة الحركة التقدمية العربية والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص، وقضايا المهاجرين بصفة عامة.
وسيذكر التاريخ لسي لكبير نوري رحمه الله أنه كان من المؤسسين الرئيسيين لمشروع مدرسة الوحدة العربية التي تتلمذ في أقسامها الآلاف من أبناء الجالية المغربية والعربية واشتغل فيها العشرات من صفوف المعارضة المغربية زمن الجمر والرصاص وشكلت في وقت من الأوقات معقلاً لمناضلي المعارضة التقدمية المغربية.
ويشهد له النقابيون أنه كان من المبادرين الأوائل بإنشاء القسم العربي داخل مركزية النقابات المسيحية ببلجيكا، وبإصدار صحف باللغة العربية موجهة إلى العمال العرب، كما كان رحمه الله من الداعمين لطباعة ونشر كثير من صحف الحركات المغاربية المعارضة.
وتميز الراحل بعلاقات قوية ووزن معتبر لدى كبار رجال السياسة والسلطة في بلجيكا، وهو ما مكنه من المساهمة في تسوية أوضاع الإقامة لعدد كبير من المعارضين المغاربة في سنوات الجمر والرصاص.
تذكروا يا شباب مغرب المهجر هذه الصفوة من رجال الجالية المغربية الأفذاذ، من أمثال الفقيد سي لكبير نوري، وتأملوا ما قدموا من خدمات جليلة دفاعًا عن حقوق المهاجرين المغاربة والطبقة العاملة المهاجرة، وما قادوا من معارك وحملات ومظاهرات من أجل كرامة وحقوق المهاجر المغربي.
رحم الله فقيدنا العزيز، ابن سطات سي لكبير النوري، بما يرحم به عباده الصالحين من المناضلين الأفذاذ على ما قدمت يداه من صالح الأعمال لخدمة الجالية المغربية والعربية والقضية الفلسطينية، وتقبله قبولًا حسنًا، وأكرم مثواه وأسكنه فسيح جناته في الفردوس الأعلى بجوار النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا.
وتعازينا الصادقة إلى جميع أفراد العائلة الكريمة والأقارب والأصدقاء، وعموم الجالية المغربية والعربية والأسرة النقابية والتقدمية، وألهمنا الله جميعًا جميل الصبر والسلوان وحسن العزاء.
“يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية وادخلي في عبادي وادخلي جنتي”
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
بروكسل، 28 يوليوز 2025
عبد العزيز سارت
اترك تعليقاً