زاوية سيدي عبد النبي.. جمال طبيعي يختنق بالعزلة على تخوم الصحراء المغربية

على بعد أقل من 20 كيلومترا من الحدود الجزائرية، وفي قلب الصحراء المغربية، تختزن زاوية سيدي عبد النبي لوحات طبيعية خلابة من واحات غناء وكثبان رملية مترامية ونقوش صخرية نادرة، إضافة إلى بقايا بحيرة إيريقي التي كانت يوما ما تنبض بالحياة. غير أن هذا الجمال يخفي وراءه واقعا معيشيا قاسيا ومعاناة متواصلة للسكان.
عثمان حرورة، شاب من أبناء المنطقة يعمل في مجال السياحة، أوضح في تصريح لجريدة “العمق” أن الطريق الجهوية رقم 703، الرابطة بين فم زݣيد وتاݣنيت، هي الشريان الوحيد الذي يربط القرية بالعالم الخارجي، لكنها غير معبدة ووعرة، ما يجعلها سببا مباشرا في عزل السكان، خصوصا في حالات الطوارئ، ويعيق أي أفق للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وتتضاعف المعاناة، حسب المتحدث، مع غياب البنية الصحية، إذ لا يوجد بالمنطقة أي مستوصف أو وحدة طبية متنقلة، مما يترك نحو 600 نسمة في مواجهة المخاطر الصحية دون دعم. وفي الحالات الاستعجالية، يتحول نقل المرضى إلى أقرب مستشفى في تاݣنيت أو زاكورة إلى رحلة محفوفة بالمخاطر قد تستغرق ساعات، وهو ما يشكل خطرا كبيرا على الأطفال والمسنين.
وأشار حرورة إلى أن الشباب المحليين تضرروا بدورهم من هذا التهميش، حيث توقفت مشاريع فلاحية وسياحية كانت تبعث الأمل في البقاء، ما دفع أكثر من نصفهم إلى الهجرة نحو مدن كبرى أو خارج الوطن، تاركين فراغا بشريا يهدد هوية القرية ومستقبلها.
وطالب المتحدث بتعبيد الطريق الجهوية رقم 703 لكسر العزلة، واستئناف مشروع إعادة بحيرة إيريقي إلى الحياة، باعتبارها كنزا طبيعيا يمكن أن يجعل المنطقة قطبا سياحيا واقتصاديا، إلى جانب استغلال الموارد الطبيعية بشكل مستدام وحماية النقوش الصخرية والكثبان الرملية الفريدة.
تجدر الإشارة إلى أن دراسة علمية نشرت في 7 يناير 2025 بمجلة MDPI السويسرية، أوصت بوضع إستراتيجية شاملة للحفاظ على بحيرة إيريقي التاريخية بعد عودتها للحياة عقب نصف قرن من الجفاف، مؤكدة على أهمية الإدارة المستدامة للمياه، وحماية التنوع البيولوجي، وتعزيز السياحة البيئية لفائدة المجتمعات المحلية.
اترك تعليقاً