الدفاع الجديدي يتعاقد مع 16 لاعبا دفعة واحدة ويرهن مستقبله الرياضي والمالي

فتح نادي الدفاع الحسني الجديدي صفحة جديدة في تاريخه الكروي، بعد سنوات عاش فيها بين الصعود والنزول، إذ هبط في خمس مناسبات إلى القسم الثاني، لكنه في المقابل لامس المجد بوصوله ثلاث مرات إلى وصافة الدوري المغربي.
وكان قاب قوسين أو أدنى من معانقة درع الدوري لأول مرة في تاريخه. واليوم، يسعى الفريق إلى طي صفحة الماضي وكتابة فصل جديد في الموسم المقبل، تحقيقًا لطموح بدأ منذ سنة 1956، وهو التتويج بالألقاب المحلية والمشاركة في المحافل القارية، بما يضعه في مصاف الأندية الكبرى بالمغرب.
ويؤكد هذا الطموح تعاقد النادي خلال فترة الانتقالات الصيفية مع 16 لاعبًا من مختلف الأقسام والدوريات، وهم: ياسين لامين، حمزة مالكي، داكوسطا روميالد، محمد بن طرشة، أشرف الإدريسي، معاذ مشتانييم، محمد هلالي، أيوب الخافي، زكرياء أوبرايم، إبراهيم الإدريسي البوزيدي، عبد الرزاق الناقوس، عماد سابق، يوسف الغزوي، حارس المنتخب الموريتاني بابكر نياسي، المدافع المالي عبدولاي سانوغو، وأخيرًا يوسف مشط الذي انضم الإثنين المنصرم.
وخلال الجمع العام الأخير، أكد الرئيس عبد اللطيف المقتريض أن الفريق مقبل على مرحلة جديدة شعارها الاحتراف والاستدامة والنجاعة، مبرزًا أن النقاش داخل الجمع العام كان غنيًا وبنّاءً. كما كشف عن مشروع النادي الجديد، الذي يرتكز على إبرام شراكات مع شركات خاصة، وتوسيع قاعدة المنخرطين عبر خفض قيمة الانخراط، كوسيلة لزيادة الموارد وتعزيز منظومة التكوين. وأشار المقتريض إلى أن أولوية النادي أيضًا هي التخلص من العجز المالي المتراكم، حيث كشف التقرير المالي عن عجز صافٍ بلغ 4.793.893,26 درهم.
وفي هذا الصدد، اعتبر المحلل الرياضي محمد مصطفى في تصريح لجريدة “العمق المغربي”، أن الفريق من المستبعد أن يحقق مراكز متقدمة أو يلتحق بركب الأندية الكلاسيكية، لأن أغلب الأسماء المتعاقد معها “مستواها عادي” وتنشط في دوريات “أقل تنافسية” من الدوري المغربي. وأضاف أن التعاقد مع 16 لاعبًا دفعة واحدة “ليس قرارًا موفقًا في الظرفية الحالية” بالنظر إلى جودة اللاعبين، مشيرًا إلى أن الأفضل كان تعزيز مراكز الخصاص بلاعبين مجرَّبين.
كما تطرق مصطفى إلى سياسة توسيع قاعدة المنخرطين، مؤكدًا أن نجاحها مرهون بنتائج الفريق الموسم المقبل، محذرًا من أن أي تعثر قد يزيد من حدة الأزمة المالية ويدخل النادي في “حسابات ضيقة”.
من جانبه، اعتبر الصحافي الرياضي إدريس عموري في تصريح لـ “العمق المغربي”، أن التعاقد مع 16 لاعبًا “استمرار لحالة التخبط التي عاشها الفريق الموسم الماضي، حيث لم ينافس لا على اللقب ولا على المراتب الطلائعية، عكس مواسم سابقة امتلك فيها تشكيلة قوية”. وأضاف أن “الدفاع الحسني الجديدي حاليًا بلا هوية واضحة، وشبيه إلى حد ما بفريق الاتحاد السالمي”.
واختتم عموري بالقول: “أعتقد أن الوقت قد حان لتنظيم مناظرة وطنية تُسائل هذه الأندية التي فقدت هويتها، وتُبرم تعاقدات كثيرة بأموال مخصَّصة أصلًا لتقوية البنية التحتية والتكوين، بدل تبديدها في صفقات عشوائية”.
اترك تعليقاً