أخبار الساعة، المغرب العميق

معلمة سياحية بورزازات تتحول لأطلال.. مشروع كلف الملايين يهمل لأكثر من 20 عاما (صور)

رغم مرور أزيد من عشرين سنة على تشييد بناية سياحية في موقع استراتيجي وجميل بضواحي ورزازات، إلا أن هذا المشروع ظل يراوح مكانه دون تدشين أو استغلال، وكأنّه وُلد ليُنسى.

البناية التي استنزفت أموالا مهمة من المال العام، تحولت اليوم إلى بناية مهجورة، يئن تحت وطأة الإهمال والتخريب، بعدما تسللت إليها أياد عابثة سرقت تجهيزاتها بالكامل، من أبواب ونوافذ ومحتويات، في ظل غياب أي مراقبة أو تدخل فعلي من الجهات المعنية.

ويُذكر أن هذه المنشأة شُيّدت على شكل “أوبيرج/كومبينغ” بدوار كوركدة، بجماعة إزناكن التابعة ترابيًا لعمالة ورزازات، وكان يُعوّل عليها لتنشيط الحركة السياحية بالمنطقة، وخلق متنفس اقتصادي واجتماعي لأبناء الدوار وشبابه، لكنها بقيت، إلى اليوم، خارج دائرة التفعيل والتثمين.

عدد من سكان المنطقة عبّروا في تصريحات متفرقة لجريدة “العمق”، عن غضبهم واستيائهم من هذا الوضع، معتبرين أن المشروع كان من الممكن أن يشكل رافعة تنموية وسياحية حقيقية، لو توفر الحد الأدنى من المتابعة والاهتمام، بدل أن يُترك لمصيره المجهول.

وتساءل أحد أبناء المنطقة عن أسباب تعثر المشروع طيلة عقدين، وعن الجهة التي تتحمل مسؤولية تركه عرضة للنهب والتخريب، مضيفا بقوله: “إلى متى ستظل هذه المنشأة رهينة الإهمال والسرقة، بدل أن تتحول إلى فضاء يعزز جاذبية المنطقة ويخلق فرص شغل لشبابها؟”

من جانبه، أوضح محمد بقسو، أحد سكان دوار كوركدة، في حديث مع الجريدة، أن المشروع بُني منذ أكثر من عشرين عاما، لكنه لم يُستغل قط، إلى أن تحوّل إلى خرابة وفضاء مهجور، مضيفا بأن التخريب الذي طال هذه المعلمة لم يكن بدافع الحاجة فقط، بل حمل طابعا انتقاميا، إذ لم يكتف المخربون بسرقة الأبواب والنوافذ، بل أقدموا على إحراق البناية من الداخل، ما تسبب في تدمير معظم تجهيزاتها.

وأشار بقسو إلى واقعة أخرى شهدها الدوار خلال شهر رمضان الماضي، حين لاحظ السكان تصاعد دخان كثيف بعد صلاة المغرب، ليتبين لاحقا أن الباب الرئيسي للمنشأة تعرض للتخريب، وأن النيران أُضرمت فيه عمدا.

أمام هذا الوضع المؤسف، عبّر بقسو عن أسفه العميق لما آلت إليه هذه المنشأة التي كان يُفترض أن تكون رافعة سياحية وتنموية، لكنها تحوّلت إلى أطلال شاهدة على التهميش واللامبالاة.

ووجّه نداء مباشرا إلى المسؤولين مطالبا بتدخل عاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، مؤكّدا أن ساكنة الدوار سبق لها أن وجهت مراسلات عديدة للجهات المختصة، لكن دون جدوى، حيث غالبًا ما تبقى تلك المراسلات حبيسة الأدراج أو مواقع التواصل، دون أن تجد آذانا صاغية أو إرادة فعلية للتجاوب.

وتطالب الساكنة المحلية المسؤولين بإقليم ورزازات إلى إنقاذ هذا المشروع من النسيان، وتحويله إلى فضاء يخدم المنطقة وسكانها، بدل أن يظل شاهدا صامتا على فشل تدبير المشاريع التنموية بالبوادي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *