مجتمع

تهديد وابتزاز على أرصفة الترامواي.. التذاكر السوداء تحول تنقل البيضاويين إلى معاناة

تشهد عدد من محطات الترامواي بمدينة الدار البيضاء في الآونة الأخيرة تنامي ظاهرة بيع التذاكر بشكل غير قانوني، حيث يعمد أشخاص إلى عرضها أمام الركاب بشكل علني بجانب آلات السحب الرسمية، في مشهد يثير الكثير من القلق حول سلامة الركاب وهيبة القانون داخل واحدة من أبرز وسائل النقل العمومي بالعاصمة الاقتصادية.

معاينات ميدانية أجرتها جريدة “العمق” أظهرت أن الظاهرة لم تعد تصرفا فرديا، بل أخذت طابعا “شبه منظم”، حيث تنتشر مجموعات من الذكور والإناث بجانب آلات سحب التذاكر في محطات كبرى مثل أنوال، عبد المومن، درب الكبير، وساحة السراغنة ويقومون بممارساتهم غير القانونية أمام مراقبي شركة الترامواي.

هؤلاء الأشخاص، وفق ما لوحظ، يمتلكون أسلوبا فضا وشكلا يوحي بأن بعضهم ذوو سوابق، ويستخدمون الترهيب لإجبار الركاب على شراء التذاكر منهم، أحيانا يستغلون أعطال آلات السحب، وأحيانا أخرى، حتى مع استمرارها في الخدمة، يجبرون الركاب على التعامل معهم، في حالات معينة يقومون بخفض ثمن التذكرة درهما أو اثنين، الأمر الذي يجعل بعض الركاب يقتنعون بشرائها تفاديا لأي مواجهة، خصوصا النساء اللواتي يكنّ الأكثر خوفا من التهديدات المباشرة أو السب.

عدد من الركاب أكدوا لـ”العمق”، أن الأمر تحول لمعاناة يومية،مسجلين أن رفض شراء هذه التذاكر يعرضهم للسب والتهديد، وغالبا أمام أعين عمال الترامواي وكاميرات المراقبة. أحد الركاب قال: “الأمر أصبح لا يُطاق، نحن ندفع ثمن التذكرة ونتعرض للابتزاز في الوقت نفسه، التنقل صار أشبه بكابوس يومي بدل أن يكون وسيلة مريحة”.

وكشفت (م.ن) مواطنة تعتمد على الترامواي بشكل كبير في تنقلاتها، أنها تضطر أحيانا لشراء التذاكر من الباعة غير القانونيين لتفادي المشاكل. قائلة:”أعلم أن ما أقوم به غير قانوني، لكن أحيانا ألتقي بأشخاص يرهبونني وخوفا من الوقوع في مشاكل كبيرة أطلب منهم التأكد من عمل التذكرة، وإذا كانت صالحة أقوم بشرائها”.

وردا على سؤال حول سبب عدم تدخلهم رغم أن عملية البيع تتم أمام أنظارهم، أوضح مراقب إحدى المحطات، فضل عدم ذكر اسمه، أن ما يجري معروف لدى الجميع : “الأمر لم يعد خافيا، الكل يعلم أن هناك مجموعات تسيطر على بعض المحطات، نحن لا نملك صلاحيات التدخل، والقانون لن يحميني إذا تعرضت لاعتداءات وفقدت عملي، أنا رب أسرة ولا أستطيع المخاطرة”.

وأمام هذه الوضعية، يطرح المواطنون تساؤلات حول دور شركة الترامواي في حماية مستخدميها وضمان حقهم في التنقل الآمن، وكذلك حول موقف السلطات الأمنية من ممارسات تهدد أمن وسلامة آلاف الركاب يوميا، إذ تحولت وسيلة النقل الحضارية التي يفترض أن تسهل التنقل داخل أكبر مدينة في المغرب إلى مصدر معاناة متكررة للركاب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *