وجهة نظر

لا أصالة و لا معاصرة‎

في ما يرتبط بدناءة مستوى المسلسلات والأفلام “الباسلة” التي تبث بقنواتنا التلفزية هذه الأيام، و تفاهة أدوار الممثلين الذين يثيرون في نفس الوقت الشفقة والسخرية ب “تلصقهم” واستعدادهم لفعل أي شيء لإرضاء صانعي الأفلام و المسلسلات التجارية، التي تخلو من أي رسالة هادفة أخلاقيا أو إجتماعيا تفيد المشاهدين الذين لا يلجأ معظمهم إلى مشاهدة هذه القنوات إلا من أجل انتظار برامجهم التي يتتبعونها عبر قنوات أجنبية، تذكرت برنامجا بث بإ حدى قنواتنا الإذاعية حول الثرات و الريادة في الغناء، و الأصالة والمعاصرة في الفن، فكان مذيع هذا البرمامج و ضيفه يستمتان في ربط الثرات ب ” العيطة و تشياخت “، والريادة بمغنيي هذه الفنون الساقطة و مروجي الميوعة و الشفوي، و إضفاء أوصاف الأصالة والمعاصرة على كل ما يتعلق بالأغاني التهريجية التافهة، و كأن هؤلاء القوم لا يريدون أن تتوهج الأصالة إلا في ” تشياخت ” التي يستحيي الإنسان السوي أن يسمعها حتى في الشارع، ولا يستسيغون المعاصرة الا في ” فنانين ” لم يعد لهم ما يستحيون عليه، كما يقحم بعضهم و بكل وقاحة القسم بالله – سبحانه عما يصفون – في أدوارهم البديئة، في حين أن القسم غير مستحب حتى في عظائم الأمور.

إن الثرات و الأصالة و المعاصرة يجب أن تتجلى في التشبت بالقيم الأخلاقية، و الإستفادة من علوم من تقدموا عنا حضاريا، أما الريادة فبذل أن نربطها ب ” رواد ” العيطة “و ” تشياخت ” يجب أن نجعلها – أي الريادة – مرتبطة لدى شبابنا برواد الفضاء، و ما يدور في فلكهم من علماء الرياضيات و الفيزياء، و كل ما يمكنه أن يحسن أخلاقنا و يساهم في تقدم حضارتنا، فهذه هي الأصالة والمعاصرة التي لا تربطها أي صلة بممتهني التدليس والتمييع.