أخبار الساعة، مجتمع

دوار أكونيس تحت رحمة الوادي.. السيول تداهم المنازل وتعطل المستوصف والساكنة توجه نداءات

شهد دوار أكونيس التابع لجماعة إزناكن، مؤخرا، فيضانات مفاجئة بعدما اخترق وادٍ مجاور مساكن الساكنة، متسبباً في خسائر مادية جسيمة وأضرار لحقت أيضاً بالمستوصف المحلي.

وحسب شهادات عدد من السكان، فقد تسربت مياه الوادي إلى داخل المنازل، مخلفة هلعاً كبيراً في صفوف الأسر، خاصة الأطفال والنساء، في وقتٍ وجدت فيه العائلات نفسها عاجزة عن حماية ممتلكاتها من السيول.

كما لم يسلم المستوصف القروي من الأضرار، حيث غمرت المياه أجزاءً من البناية، مما يهدد بتعطيل الخدمات الصحية التي يعتمد عليها سكان المنطقة بشكل أساسي، في ظل غياب مراكز بديلة قريبة.

وتطالب الساكنة الجهات المسؤولة بالتدخل العاجل من أجل إيجاد حلول عملية لتفادي تكرار هذه الكارثة مع كل تساقطات مطرية، عبر تهيئة مجرى الوادي وتعزيز البنيات التحتية الوقائية لحماية الأرواح والممتلكات.

وفي ذات السياق، قال محمد مسكور، أحد المتضررين من ساكنة الدوار، إن الوادي اجتاح ممتلكاته الفلاحية ومصدر عيشه من أشجار وخضروات وزعفران ولوز وزيتون، مضيفاً أن السيول وصلت حتى عتبة منزله ولولا الألطاف الإلهية لتوغلت المياه إلى الداخل.

وأكد مسكور أنه لم يستفد من أي مساعدات أو برامج دعم عمومي، رغم مناشدته المتكررة للجماعة من أجل بناء جدار وقائي يحمي الأراضي والمنازل من أخطار الوادي. كما أشار إلى أن وزارة الفلاحة لم تقدم أي دعم يذكر لإقامة تجهيزات أساسية، مثل الشباك الواقية، موضحاً أن جميع الوسائل الفلاحية التي يستعملها، من القادوس إلى حفر البئر، تم إنجازها بماله الخاص.

هذا الوضع يضاعف من معاناة سكان أكونيس الذين يجدون أنفسهم في مواجهة الكوارث الطبيعية بإمكاناتهم المحدودة، في ظل غياب حلول واقعية وناجعة من طرف الجهات المسؤولة.

من جانبه، أوضح الحسن اتلاغ، متضرر آخر، أنه يعيش وضعاً مأساوياً إذ لا سند له بعد وفاة والديه، كما أنه لا أبناء له يعينونه، مضيفاً أن منزله غمرته المياه من كل الجوانب دون أن يجد من يعينه، وشدد على أن المستوصف القروي الثاني بأصديف تعرضت جوانبه للتآكل، ما يهدد سلامة البناية ويستدعي تدخلًا عاجلًا لإصلاحها.

وأشار إلى أن الساكنة راسلت المسؤولين والجماعة عدة مرات دون جدوى، مؤكداً أن هذه الفيضانات تفاقمت بسبب توقف أشغال الطريق منذ أكثر من أربع سنوات، ما جعل الوضع أكثر خطورة.

وشدد اتلاغ على أن عرض الوادي يتجاوز 20 متراً، بينما لا تتعدى القنطرة المنشأة مترين فقط، وهو ما يزيد من مخاطر الإنجرافات والسيول، مطالباً بزيارة ميدانية عاجلة من طرف المسؤولين للتدخل وإيجاد حلول عملية، خصوصاً أن السكان لا يملكون القدرة على مواجهة هذه الكوارث بإمكاناتهم المحدودة.

هذا الوضع المقلق جعل الساكنة تدق ناقوس الخطر، مطالبة السلطات المحلية والإقليمية بضرورة التحرك العاجل لتفادي تكرار هذه المأساة مع كل تساقطات مطرية.

وأكدت “ر.أ”، إحدى المتضررات بأن منزلها اجتاحه الوادي وغمرته المياه، مشيرة إلى أن مغارة بجانب المنزل كانت تؤوي المواشي قد غمرتها المياه أيضًا، ما وضع الحيوانات في موقف مأساوي، إذ لقيت أنثى خروف والدجاج حتفهما.

وأضافت المتضررة أن الأطفال يلعبون بالقرب من المغارة، معربة عن خوفها من أن يغرق أحد المارة، وناشدت “ر.أ”، الجهات المحلية بالتدخل العاجل لإزالة جثة الخروف والدجاج المتوفية، تفاديًا لإنبعاث الروائح الكريهة وانتشار الأمراض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *