سياسة

المغرب يقترب من امتلاك أول غواصة حربية والمنافسة تشتعل بين 3 قوى عسكرية

غواصة حربية تحمل العلم المغربي

كشفت مجلة “Army Recognition” المتخصصة في الشؤون العسكرية، أن المغرب دخل في مفاوضات متقدمة مع ثلاث قوى عسكرية عالمية هي فرنسا وألمانيا وروسيا، بهدف اقتناء أول غواصة حربية في تاريخ قواته المسلحة الملكية.

وتُمثل هذه الخطوة، في حال إتمامها، تحولا نوعيا في العقيدة الدفاعية للمملكة وقفزة استراتيجية لتعزيز سيادتها البحرية على واجهتيها الأطلسية والمتوسطية.

ويأتي هذا التوجه المغربي في إطار خطة شاملة لتحديث وتطوير القوات المسلحة الملكية، لمواكبة التحولات الجيوسياسية المتسارعة في منطقة غرب المتوسط وشمال إفريقيا، حيث يهدف المغرب من خلال امتلاك سلاح الغواصات إلى تحقيق عدة أهداف استراتيجية.

ومن بين أبرز تلك الأهداف تعزيز الردع، إذ أن امتلاك غواصة هجومية يمنح البحرية الملكية ذراعا ضاربة قادرة على العمل في الخفاء، مما يشكل قوة ردع لأي تهديدات محتملة، بالإضافة إلى تأمين المصالح الحيوية للملكة، خاصة حماية السواحل الممتدة على مسافة تتجاوز 3500 كيلومتر، وتأمين الممرات البحرية الحيوية كمضيق جبل طارق، بالإضافة إلى حماية الثروات البحرية ومناطق التنقيب المحتملة عن الطاقة في المحيط الأطلسي.

كما يُعد تحقيق التوازن الإقليمي، من أبرز أهدف هذه الخطوة أيضا، حيث تسعى المملكة إلى الحفاظ على توازن القوى البحرية في المنطقة، خاصة مع امتلاك دول مجاورة لقدرات بحرية متطورة، بما في ذلك الغواصات.

عروض على طاولة المفاوضات

وتتنافس الشركات الكبرى في الصناعات الدفاعية لتقديم أفضل عروضها للرباط، ويبرز العرض الفرنسي كأحد الخيارات الرئيسية المطروحة بقوة، حيث طرحت شركة “Naval Group” الفرنسية غواصات من فئة Scorpène، وهي غواصة هجومية حديثة أثبتت كفاءتها في العديد من القوات البحرية حول العالم.

ويشمل العرض النسخة الأكثر تطورا Scorpène Evolved، التي تتميز بقدرات استثنائية أبرزها؛ نظام الدفع المستقل عن الهواء (AIP)، وهو تقنية تسمح للغواصة بالبقاء تحت الماء لأسابيع دون الحاجة للصعود إلى السطح، مما يعزز قدرتها على التخفي بشكل كبير.

كما تتوفر الغواصة الفرنسية على أنظمة قتال متكاملة يتم تزويدها بنظام Thales S-Cube القتالي الحديث، وأنظمة سونار متقدمة تمنحها قدرة فائقة على الرصد والتتبع، بالإضافة إلى أن العرض الفرنسي لا يقتصر على بيع الغواصة فقط، بل يتضمن فرصا لنقل التكنولوجيا وإشراك الصناعة المغربية في تصنيع بعض المكونات، وهو ما يتماشى مع طموحات المغرب لتطوير قاعدة صناعية دفاعية محلية.

من جانبها، دخلت ألمانيا وروسيا على خط المنافسة بعروض قوية، قدمت من خلالها الشركات الألمانية غواصات من طراز Type 209/1400، وهي من أكثر الغواصات التقليدية انتشارا وموثوقية في العالم، إلى جانب غواصات Dolphin/HDW المتطورة، فيما عرضت موسكو غواصة Amur-1650، التي تنتمي إلى الجيل الرابع من الغواصات الهجومية غير النووية، وتشتهر بقدراتها العالية على التخفي ونطاق تشغيلها الواسع وتسليحها القوي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *